«سنضطر إلى إخلاء إضافي باتفاق أو من دونه»

محمد بدير
بعد أربع سنوات من تنفيذ فك الارتباط عن غزة، مثل رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت أمام لجنة التحقيق التي تُعنى بالمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مستوطنات القطاع، ودافع عن قرار الانسحاب الأحادي الجانب، مؤكداً أن «إسرائيل ستضطر إلى القيام بإخلاء إضافي إما بالاتفاق وإما أُحادياً، وأسرع مما يبدو للكثيرين منا».
ووصف أولمرت قرار الإخلاء بأنه كان «لا مفر منه»، ورفض مقولة استمرار «الإرهاب بعد فك الارتباط وبأنه لم يحسّن وضع إسرائيل، وخصوصاً أنه كان قائماً قبل فكّ الارتباط». وأوضح أنه «لا مصلحة لدولة إسرائيل في احتكاكات يومية مع أناس معادين لوجودنا هناك».
وأكد أولمرت أن قرار فك الارتباط حقق أحد أهم الإنجازات الاستراتيجية للدولة والمتمثلة بما يعرف بـ«رسالة الضمانات» التي وجهها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون في نيسان من عام 2004، وتعهد خلالها أن تعترف الولايات المتحدة بضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل في إطار اتفاق حل دائم.
ولفت أولمرت إلى أن قرار فكّ الارتباط لم يكن سهلاً عليه. وقال: «أنا أواجه أزمة نفسية لم تفارقني منذ سنوات كثيرة»، وخصوصاً أني «رقصت مع هذا الجمهور على التلال وخرجت ضد مشروع حياتهم، الذي كنت شريكاً فيه».
ولم يكتف أولمرت بالدفاع عن فك الارتباط، بل أكد أن إسرائيل ستُقدم على خطوات مشابهة في المستقبل «عندما نصل إلى وضع نرى فيه دولة إسرائيل مثل جنوب أفريقيا». وحذر من أن التمسك بمقولة «أرض إسرائيل الكاملة، من نهر الأردن وحتى البحر، عندها ستكون أيام دولة إسرائيل معدودة، ومصلحتنا أن لا يحدث هذا. الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق في وقت قريب، يكمن في التنازلات التي تمزق القلب».
وقارن أولمرت بين إخلاء غزة ومغادرة لبنان، وذكّر بعملية «الرصاص المصهور» التي شنّها قبل الانتخابات العامة الأخيرة. وقال: «أثبتنا أنّ من الممكن تغيير الوضع الأمني من دون أن تكون موجوداً في الميدان». ولفت إلى أنّ «من غير الممكن القول إن الوضع خلال الستة أشهر الأخيرة مشابه لما كان قبلها». وأوضح أن إسرائيل «وجهت في لبنان ضربة شديدة لا مثيل لها إلى الجانب الآخر وانسحبنا واهتممنا بالتوصل إلى ترتيبات أمنية وسياسية في لبنان. واليوم، بعد مرور ثلاث سنوات منذ وقف إطلاق النار، ليس فقط أنه لم تُطلَق رصاصة واحدة من لبنان باتجاه إسرائيل، بل بإمكاني القول من معرفة كاملة إنه لا شخص من حزب الله يتجول في لبنان حاملاً السلاح».