علاقة إسرائيل مع البرنامج النووي الإيراني تتخطّى التصريحات والمواقف، إلى الأفعال، بعد تسريب تأكيد عن إسهام «الموساد» في اختطاف سفينة روسية بادعاء نقلها أسلحة لطهران ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أمس، أن مصدراً مقرباً من الاستخبارات الاسرائيلية أكد وجود صلة للدولة العبرية باختطاف السفينة الروسية «أركتيك سي» الشهر الماضي. ونسبت «بي بي سي» إلى المصدر الإسرائيلي قوله إن إسرائيل «أبلغت موسكو أنها علمت أن السفينة كانت تحمل سراً نظام دفاع جوي إلى إيران». وأشار إلى أن «رواية القرصنة كانت مجرد غطاء، وأن إسرائيل منحت موسكو الوقت لوقف السفينة قبل أن تضعها بمتناول الرأي العام». وفي السياق، عبّرت باريس أمس عن قلقها من تسليم روسيا أنظمة دفاع جوي من طراز «أس 300» لإيران. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستين فاج، إن «تصدير مثل هذه الأنظمة إلى إيران سيؤثر على استقرار الأوضاع»، لافتة إلى أن فرنسا تجري مع «السلطات مباحثات دورية نطلعهم خلالها على تحليلنا ومخاوفنا».
وذكرت المتحدثة أن «القرارين 1737 و1747 يدعوان كل الدول إلى اليقظة والحذر في ما يتعلق بتزويد أسلحة أو بيعها أو نقلها، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لإيران».
في هذا الوقت، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تقصير مدة زيارته المقررة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني والعشرين من الجاري تحاشياً للجلوس في القاعة بحضور الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد. وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن نتنياهو سيقصر مدة إقامته في نيويورك من ثلاثة أيام إلى يومين فقط. ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء قولها إن «السبب وراء ذلك هو الرغبة في الامتناع عن المشاركة مع الرئيس أحمدي نجاد في الجلسة نفسها». وأضافت أن نتنياهو قال، في مداولات داخلية، إنه «غير مستعد من زاوية رؤية تاريخية لأن يتصور مع شخص منكر للمحرقة وعدو يدعو إلى إبادة إسرائيل». وأشارت الصحيفة إلى أن «كرسي نتنياهو، رئيس لوزراء إسرائيل، موجود على مسافة عدة كراسي من كرسي نجاد».
وبحسب الصحيفة، فإن قرار نتنياهو هذا سيؤدي إلى غيابه عن الكلمة الرئيسية التي سيلقيها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في المناسبة، لافتة إلى أن زعماء دول العالم كافة يحضرون عادة في قاعة الجمعية العامة أثناء هذه الكلمة.
من جهة أخرى، رأى رئيس «الموساد» الأسبق، داني ياتوم، أن «بالإمكان منع إيران من حيازة سلاح نووي فقط من خلال توجيه ضربة عسكرية إلى منشآتها النووية». لكنه استبعد استعداد «العالم اليوم بقيادة الولايات المتحدة لتحمل المخاطر المتعلقة بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية».
وقال ياتوم، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، إن على «العالم أن يدرك أن القنبلة النووية الإيرانية تمثّل خطراً على أمنه وإن إسرائيل لا يمكنها الجلوس ومشاهدة طهران وهي تتحول إلى دولة عظمى نووية».
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)