خفضت الحكومة العراقية، أمس، من شروطها التصعيدية المتعلقة بالأزمة الدبلوماسية مع سوريا، في ما بدا أنه بداية اختراق ربما كانت الوساطة التركية قد نجحت في إحداثه بعد هجمات «الأربعاء الدامي»، واتهام بغداد لدمشق بإيواء إرهابيين يسعون إلى ضرب أمن العراق وحكومته. وعرض المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ موقف حكومة نوري المالكي من الوساطة التركية، التي يطّلع بها وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو. وأشار الدباغ إلى أنّ حكومته تشترط إظهار سوريا «جهوداً جدية لمنع انتقال المقاتلين من أراضيها إلى العراق قبل الحديث عن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق».وفيما رأى الدباغ أن الحديث «سابق لأوانه» عن إعادة تبادل السفراء بين البلدين الجارين قبل أن تعلن سوريا نيتها السياسية للتجاوب مع المطالب العراقية، عاد ليكشف أن حكومة المالكي ستتخلى عن مطلب إنشاء محكمة دولية إذا «شعرنا بأن سوريا جادة في التعاون معنا». وقال إنّ «خيار المحكمة الدولية لا يزال سارياً حتى نرى نية سورية واضحة في التعاون مع العراق». وتابع: «في هذه الحالة، سنوقف مسألة المحكمة الدولية».
أما عن موقف بلاده من الوساطة التركية، فقد أعرب المتحدث الحكومي عن دعم بغداد لهذه المبادرة، لافتاً إلى أن العراقيين «سيعطون الوساطة التركية فرصة أكبر لإيقاف النشاطات المعادية التي تستهدفنا انطلاقاً من سوريا». غير أن الدباغ أصرّ على التأكيد أن هذه الوساطة «ستُثمر فقط إن نجحت في إقناع الطرف السوري بالتجاوب مع مطالبنا».
على صعيد آخر، طمأن السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل أن بلاده لا تزال ملتزمة بخطة سحب قواتها المقاتلة من العراق في غضون عام، رغم تصاعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت العراقيين وقوات الاحتلال. وقال هيل للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إنه «خلال هذا العام، سنتأكد من أن تنسحب قواتنا وفقاً لما هو مقرر وتبعاً للجدول الزمني الذي حدده الرئيس» باراك أوباما. كذلك تعهد السفير الأميركي زيادة اهتمامه بالوضع الأمني لمعسكر أشرف الذي يؤوي أكثر من ثلاثة آلاف من عناصر منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة للنظام. وأشار إلى أنه سيبذل كل ما في وسعه لئلا تبعد حكومة بغداد 36 عضواً من «مجاهدي خلق» إلى طهران.
وبموازاة ذلك، اعترف مصدر أمني عراقي بأن حريقاً اندلع في سجن أبو غريب القريب من العاصمة العراقية، إثر اشتباكات بين معتقلين وحراس السجن الذين كانوا يقومون بجولة «بحثاً عن مواد خطرة مثل السكاكين والمخدرات». وأشار ضابط في الشرطة العراقية إلى وقوع إصابات، وهو ما أوجب إرسال فوج من قوات الطوارئ وقوة من الجيش تابعة للواء المثنى المنتشر في المكان «لتهدئة الأوضاع».
إلى ذلك، ناشد أئمة الجمعة في مساجد العراق، كلاً من تركيا وإيران، زيادة كميات المياه المتدفقة إلى بلاد الرافدين بسبب النقص الحاد والجفاف الناجم عن قلة المتساقطات منذ أعوام. موقف توحّد حوله أئمة سنّة وشيعة أبرزهم ممثل السيد علي السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، ورئيس «جماعة علماء العراق» خالد الملة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)