طالب بـ«إجراءات جديّة» مقابل التطبيع العربيالقاهرة ــ خالد محمود رمضان
القدس المحتلة ــ الأخبار
استغل الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، مائدة رمضانية أقامها في مقر الرئاسة المصرية في القاهرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمطالبته بإعطاء فرصة للمساعي التي يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما لحلحلة عملية السلام. وقالت مصادر مصرية مطّلعة لـ«الأخبار» إن مبارك أكد لنتنياهو استحالة قبول الدول الأعضاء في الجامعة العربية مبدأ تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية قبل أن تبرهن الأخيرة على جديتها في استئناف المفاوضات المعطلة مع الجانب الفلسطيني.
وكشفت المصادر عن أن مبارك حذر نتنياهو من «مغبة التفكير أو الإقدام على محاولة اقتحام الأراضي الفلسطينية المحتلة أو تصعيد الموقف مع حزب الله في لبنان»، مشيرة إلى أن «مبارك أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية أن الحل الوحيد لمشاكل إسرائيل الأمنية هو قيام الدولة الفلسطينية المعترف بها دولياً».
وعلمت «الأخبار» أن مبارك اعتذر عن عدم تلبية طلب نتنياهو القيام بوساطة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية لتشجيعها على فتح قنوات اتصال وحوار مع إسرائيل. ونقلت المصادر عن مبارك قوله «إذا أردتم تطبيعاً عربياً فعليكم إثبات أنكم جادون في تحقيق السلام الشامل والعادل، هذا هو الطريق المختصر الذي نراه ضرورياً لمصلحة الجميع».
وطالب مبارك رسمياً بوقف كل الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات، كما دعا إلى «التوقف عن محاولات تهويد القدس»، محذراً من «الانعكاسات الخطيرة لذلك على جهود السلام»، ومؤكداً ما للقدس من «حساسية ومكانة خاصة في العالمين العربي والإسلامي».
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، في تصريحات عقب القمة، أن مبارك أعرب عن «ضرورة استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني من حيث توقفت»، مؤكداً «عدم جدوى الحديث عن دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة»، وداعياً إلى التفاوض على الحدود النهائية للدولة الفلسطينية «ما يفتح الطريق أمام الاتفاق على كل قضايا الوضع النهائي خلال إطار زمني محدد، ومن دون استبعاد أي منها من عملية التفاوض». وبشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دعا الرئيس المصري إسرائيل إلى مزيد من التسهيلات ورفع الحواجز بالضفة الغربية». كذلك دعا إلى «رفع الحصار عن (غزة) وتسهيل حركة الفلسطينيين بين الضفة والقطاع».
ولم يصدر في المقابل أي تعليقات رسمية أو تصريحات صحافية من نتنياهو، الذي غادر القاهرة فور انتهاء المباحثات.
وكان نتنياهو قد تطرق، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، إلى المحادثات التي سيجريها مع الرئيس المصري بالقول «لا يزال هناك عمل ينبغي إنجازه، وأنا آمل أن نقلص الفجوات من أجل تحريك العملية السياسية»، مضيفاً «لسنا أولئك الذين يضعون العراقيل، وبالنسبة إلينا لا يوجد ما يؤخّر الدخول في مفاوضات».
كذلك استغل نتنياهو جلسة الحكومة لتوجيه رسالة واضحة، مع وصول المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى إسرائيل. وقال «برز تقدم تمهيداً لاستئناف الاتصالات مع الفلسطينيين»، مؤكداً أن إسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات، لكنه أشار إلى وجود «أمور حصل فيها تقدم، وأمور معينة حتى الآن لم يحصل فيها تقدم». وأضاف أنه يأمل أن يتمكن هو وميتشل من «تضييق الفجوات وربما سدها»، من أجل المضيّ قدماً في «العملية الدبلوماسية».
بدوره، عبّر ميتشل، الذي يلتقي نتنياهو اليوم، عن أمله في إنهاء المفاوضات التي يجريها مع حكومة تل أبيب بشأن تجميد أعمال البناء في المستوطنات ليتسنّى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ميتشل قوله، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في القدس المحتلة، إن «هدف زيارتي هو محاولة حل الخلافات التي لا تزال ماثلة لكي ننتقل إلى المرحلة المقبلة والأهم».
من جهته، قال بيريز إنه «يجب استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية أيلول» وإن «مصلحة الجميع تقضي بعدم السماح بأن ينتهي هذا الشهر من دون بداية جديدة».
ويعقد ميتشل محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس غداً الثلاثاء. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، إن عباس سيبلغ ميتشل أنه «لن يكون هناك حلّ وسط في ما يتعلق بالمستوطنات وأن على إسرائيل أن توقف جميع الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك النمو الطبيعي».