h1>اعتبر إدارة أوباما «أكثر انفتاحاً»... و«السلاح» النووي الإيراني ردعي وليس للاستخدامجدّد الرئيس السوري بشار الأسد تمسكه بالوساطة التركية في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، منعاً لتكرار مفاوضات «التسعينيات الفاشلة»، في وقت رأى فيه أن التغيير في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة لا يزال في الإطار السياسي العام، مطالباً برؤية نتائج ملموسة
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن بلاده ترفض إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل من دون وساطة تركية، وذلك عشية زيارة مرتقبة إلى تركيا تلبيةً لدعوة من حزب «العدالة والتنمية» يتوقع أن تبحث عدداً من المواضيع الهامة، في مقدمها العلاقات بين دمشق وبغداد، والتطورات في المنطقة.
وأوضح الأسد، في مقابلة مع عدد من رؤساء تحرير الصحف التركية نشرت نصّها صحيفة «تودي زمان»، أن دمشق لا ترحب باقتراح إجراء محادثات مباشرة مع تل أبيب من دون وساطة أنقرة. وأضاف «أجرينا لقاءات مباشرة مع إسرائيل في تسعينيات القرن الماضي، لكن لم يكن بإمكاننا التحدث عن مواضيع ملموسة. كانت هناك عناوين عامة، لا عناوين فرعية».
وأشار الأسد، الذي التقى الملك الأردني عبد الله الثاني في دمشق أمس، إلى أن الغموض كان سيد الموقف في حينه «لأنه كان هناك فشل في ملء التفاصيل»، معتبراً أن «اجتماعات التسعينيات كانت فاشلة»، وهو على عكس ما يجري في ظل الوساطة التركية. وأوضح الاختلاف الحاصل بالقول «عندما بدأنا اللقاءات ثانيةً، لكن بوساطة تركية، بدأنا نتحدث في التفاصيل، وعندما نصل إلى نقطة ملموسة يمكننا إجراء اجتماعات مباشرة».
ولدى سؤاله عما إذا كان هذا يعني رفضاً واضحاً للعرض الإسرائيلي بإجراء محادثات مباشرة، قال الأسد «نعم. جوابنا هو لا إلى أن تتوصل الاجتماعات إلى أساس صحي وصحيح».
وعن الاتهامات العراقية لبلاده بالتورط في تفجيرات «الأربعاء الدامي»، قال الأسد إنه صدم «لسماع هذه الاتهامات لأننا وقّعنا اتفاقاً للتعاون الاستراتيجي قبل يومين مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي». وأشار إلى أنه منذ عام 2004 يطالب العراقيون باسترداد أشخاص من المعارضة العراقية، «لكنهم لم يقدموا لنا أي برهان على الجرائم التي يتهم بها هؤلاء». وأضاف «قلنا لهم سنسلّمهم هؤلاء الأشخاص إذا قدموا أدلة لنا، لكن حتى الآن فشلوا في تقديم أي دليل».
وكشف الأسد، الذي تسلّم أمس أوراق اعتماد سفيري تركيا عمر أونهون وفرنسا إيريك شوفالييه، أنه «قبل حرب العراق جاء قادة بعض الدول لإلقاء المحاضرات علينا، لكن تبيّن أنهم كانوا على خطأ ونحن على صواب». وأضاف «تعلمنا شيئاً آخر، الحل الذي يقدم من الخارج لا ينتهي دائماً إلى حل الموضوع. لقد شددنا بإلحاح دائماً على أن هذا الاحتلال لن يكون حلاً، ولكن ستكون له آثار مدمرة».
وعما إذا كان يرى تغييراً في السياسة الأميركية مع إدارة الرئيس باراك أوباما، رأى الأسد أنه «من منظور الإطار السياسي العام لم نر أي تطور إيجابي في الممارسة. وإذا ما حدث أي تغيير فإنه تغيير في المقاربات تجاه المشاكل الموجودة». ولفت إلى أنه «لم يعد هناك سياسة إملاء أميركية تجاهنا»، وأن «هناك ولايات متحدة تميل أكثر إلى الاستماع لآرائنا» في ظل العقلية الراهنة التي تقول إن المشكلات يمكن أن تحل من خلال العمل مع دول المنطقة.
وقال الأسد إنه بخلاف إدارة جورج بوش هناك الآن إدارة أميركية «أكثر انفتاحاً» على جهود الوساطة التركية، لكنه رأى أن «وجهة نظر الإدارة الأميركية ليست واضحة في ما يتعلق بحل مشاكل المنطقة، بالرغم من أننا نسمع أشياء عامة مثل السلام الشامل». وأوضح أن «السلام الشامل يعني أن تشمل (عملية السلام) فلسطين وإسرائيل ولبنان وسوريا»، معتبراً أن «أوباما بحاجة إلى ملء التفاصيل تحت العنوان الأساسي».
وعن الموضوع الإيراني واحتمال توجيه ضربة عسكرية لطهران، قال الأسد إنه «إذا هوجمت إيران (من قبل أميركا أو إسرائيل) فإن المنطقة ستدخل في مرحلة حساسة جداً ستستمر لعقود، ولن تتمكن من الخروج من هذا الوضع لسنوات. والهجوم لن يمنع الاستقرار في الشرق الأوسط فقط، لكنه سيفرض أيضاًَ تكلفة باهظة على المنطقة، وكذلك على العالم».
ورداً على سؤال عن موقف سوريا من النشاطات النووية الإيرانية، وعما إذا كان لدى سوريا مخاوف منها، أشار الأسد إلى أن «السؤال المهم هو من الذي ستستهدفه إيران بهذه الأسلحة». وعبّر عن اعتقاده بأن إيران لن تستخدمها ضد تركيا أو حتى إسرائيل «لأن هناك العديد من العرب يعيشون في إسرائيل ومحيطها»، موضحاً أن «امتلاك الأسلحة النووية ليس لاستخدامها، ولكن للاستفادة من مفعولها الردعي». كذلك أبدى اقتناعه بعدم سعي إيران إلى امتلاك أسلحة نووية، معرباً عن معارضته الأسلحة النووية «بغضّ النظر عن البلد الذي يسعى إلى امتلاكها».
(يو بي آي، أ ف ب، سانا)