نتنياهو يدعو عبّاس إلى «إنهاء النزاع» ولا يرى حاجة إلى حدود 1967 مهدي السيد
أخفق المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، في بلورة صيغة متفق عليها في مسألة البناء في المستوطنات تتيح عقد القمة الثلاثية في نيويورك الأسبوع المقبل، بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وانتهى الاجتماع الثاني بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والمبعوث الأميركي لعملية السلام من دون تحقيق اختراق يُذكر في جدار الموقف الإسرائيلي الرافض للمطلب الأميركي بتجميد البناء في المستوطنات.
وبقي الموقف الإسرائيلي على تصلّبه برغم التراجع الذي سُجل في مطلب الرئيس الأميركي من الحديث عن تجميد تام للاستيطان، إلى الحديث عن تجميد مؤقت، يقابله موقف إسرائيلي يتحدث عن تقليص مؤقت وجزئي يستثني القدس الشرقية.
وكان نتنياهو قد استبق لقاءه الثاني مع ميتشل، أمس، بعقد اجتماع للطاقم الوزاري المسمى «السباعية»، لفحص «مجالات المرونة الإضافية»، بحسب «هآرتس». ووفقاً لما رشح من مناقشات ميتشل ونتنياهو خلال اللقاءين الأخيرين، يتركز مسعى ميتشل على تحقيق اختراق في موضوع تجميد الاستيطان، بما يتيح للرئيس الفلسطيني «النزول عن الشجرة» التي تسلقها باشتراطه لقاء نتنياهو بوقف الاستيطان، وفتح الباب أمام انعقاد القمة الثلاثية المرتقبة في نيويورك الأسبوع المقبل، والتي لا يزال مصيرها في مهب الريح.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن النقاش بقي عالقاً بين ميتشل ونتنياهو عند نقطة أساسية هي المدة الزمنية المقترحة لتجميد الاستيطان، إذ تطالب الولايات المتحدة بتجميده لمدة عام، فيما تُصر إسرائيل على تجميده لفترة ستة أشهر. كما يدور الخلاف أيضاً حول إطار المفاوضات مع الفلسطينيين والجدول الزمني لحصولها؛ فبينما تبدو الولايات المتحدة معنية بتحديد سقف زمني للمفاوضات هو عامين، يتحفظ نتنياهو على هذا الأمر.
وفي إشارة إلى إصرار ميتشل على عدم العودة إلى واشنطن خالي الوفاض، قرر تمديد زيارته للمنطقة حتى نهاية الأسبوع، وسيجري في اليومين القريبين محادثات في بيروت وعمان والقاهرة على أن يعود يوم الجمعة لعقد اجتماع ثالث مع نتنياهو ومحاولة إيجاد صيغة توافقية تتيح الإعلان عن اتفاق حول تجميد الاستيطان مؤقتاً.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان بعد اللقاء، «عقد رئيس الوزراء والسيناتور ميتشل اجتماعاً جيداً هذا الصباح. وبعد انتهائه قررا أن يكملا مناقشاتهما في اجتماع سيعقد يوم الجمعة المقبل بعد عودة السيناتور ميتشل إلى إسرائيل من زيارات لدول بالمنطقة».
وتجدر الإشارة إلى أن اجتماع ميتشل أمس، جاء في أعقاب فشل اجتماعه السابق مع نتنياهو يوم الثلاثاء، والذي أخفق فيه في دفع الزعيم الإسرائيلي إلى تليين موقفه قبل لقائه (ميتشل) مع عباس في رام الله، بما يتيح له جسر الهوّة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وفي السياق، أطلق نتنياهو جملة من المواقف في المقابلات التي منحها للصحف الإسرائيلية لمناسبة حلول السنة العبرية الجديدة. وتوجه إلى أبو مازن بدعوته إلى التحلي بالجرأة و«إنهاء النزاع». وقال، لصحيفة «معاريف»، إنه ينبغي «على أبو مازن أن يقوم بعمل شجاع. عليه أن يقول لشعبه مباشرةً إن النزاع انتهى». وأضاف «إذا كان (أبو مازن) زعيماً كبيراً، فعندها حان الوقت لإبداء الشجاعة. لقد عزز مكانته في الأشهر الأخيرة. وعليه أن يظهر الشجاعة».
ورداً على سؤال عن استعداد نتنياهو للانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 1967 إذا اعترف أبو مازن بإسرائيل كدولة يهودية وتخلّى عن حق العودة وأعلن نهاية النزاع، أجاب نتنياهو «فليضعني قيد الاختبار»، لكنه سرعان ما استدرك جوابه بالقول «فضلاً عن ذلك، لماذا العودة الى خطوط 1967؟ هناك عدة إمكانيات أخرى».
ورأى نتنياهو، في مقابلة أُخرى مع صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن الدولة العبرية مقسمة منذ الآن، لكن «المسألة هي كيف ستوزع». وأضاف «اسرائيل بحاجة الى حدود دفاعية وكذلك الى قدرة دائمة على الدفاع عن نفسها». وأشار إلى أن «التغيير الذي جاء به يتمثل في كونه يطالب الفلسطينيين بأمر لم يطلب منهم في السنوات الخمس الأخيرة: أنا أتوقع من القيادة أن تقول الحقيقة لشعبها، مثلما أقول لكم أموراً لا تروق بعضاً من قرائكم».
وجدد نتنياهو التأكيد أن «حقوقنا القومية غير قابلة للجدال». وأضاف «يوجد أيضاً واقع قائم بالنسبة لمليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في قلب الوطن اليهودي. علينا أن نبحث عن حل حقيقي للتعايش معهم».