اقترب سعر الذهب خلال جلسة التداول في سوق لندن (London Bullion Market)، أمس، من مستواه القياسي التاريخي، عندما بلغ 1022.72 دولاراً للأونصة، في ظلّ توقّعات بأنّ سعر المعدن الثمين يمكن أن ينتعش إلى حدود 1100 دولار خلال الفترة المقبلة، مع انتعاش الأسواق عالمياً وضعف الدولار وبدء التعافي النسبي في الاقتصادات المختلفة.ويُعدّ المستوى الذي سُجّل أمس الأعلى خلال 18 شهراً، ويُعطي فكرة عن حركيّة الأسواق. فقد نقلت «الأخبار» أخيراً عن مصادر في السوق الماليّة في لبنان قولها إن «هناك احتمالاً كبيراً أن تستمرّ وتيرة ارتفاع الأسعار بثبات لتقارب 1100 دولار للأونصة قريباً».
ويعدّ الذهب الملجأ الآمن في أوقات الأزمات الماليّة والتذبذب في الأسواق، وسجّل سعره مستوى قياسياً في آذار عام 2008، حين بلغ 1033.9 دولاراً، وهي قمّة المنحى التصاعدي الذي يمكن رصده منذ بداية الألفيّة الثالثة. فقد ارتفع السعر بنسبة كبيرة تبلغ 263% منذ كانون الثاني عام 2000.
وارتبط ارتفاع السعر ارتباطاً أساسياً، أمس، بارتفاع سعر صرف اليورو أمام الدولار، حيث لا تنفكّ العملة الخضراء تسجّل ضعفاً. وبلغ معادل الصرف 1.4741 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ 9 أشهر سُجّل، فيما ركّز المستثمرون على الأصول الأكثر خطورة، في ظلّ ازدياد الإشارات والآمال في انتعاشٍ اقتصادي عالمي.
وشدّد رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي بن برنانكي، أوّل من أمس، على أنّ الركود في الولايات المتّحدة «انتهى باحتمال كبير».
ووفقاً لما ينقله موقع «Bloomberg» عن ورقة بحثيّة أعدّها رئيس التحليل الاستراتيجي المتعلّق بالمعادن في مصرف «UBS AG»، جون ريد، فإنّه «ما دام الدولار يستمرّ بالانخفاض، فسيحقّق الذهب والفضّة أرباحاً إضافيّة».
وهذه التصوّرات تؤكّدها تقارير أخرى ،حيث يقول المحلّل في المؤسّسة الماليّة «Numis Securities Ltd»، مايك ستيوارت، إنّه «نظراً إلى التزام الحكومات والمصارف المركزيّة بتجنّب الركود بكل الأثمان، تصبح عودة التضخّم للانتقام مسألة وقت». ويضيف: «من دون المخاوف التضخّميّة، فإنّ ارتفاع سعر الأونصة ارتفاعاً مستداماً فوق حاجز ألف دولار، في ظلّ البيئة الحاليّة، يتطلّب انخفاض سعر صرف الدولار انخفاضاً ثابتاً ومستمرّاً».
(الأخبار)