لم تؤدّ الجولة المكوكية المكثّفة للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، أمس، إلى نتائج فورية، فعاد خالي الوفاض بعدما فشل في إقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بـ«تعليق» الاستيطان لمدة سنة. ومع اقتراب عطلة عيد الفطر ورأس السنة اليهودية، لم يعد أمام ميتشل الكثير من الوقت لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانضمام إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في اجتماع ثلاثي في نيويورك، عندما يشارك الثلاثة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل. وفي هذه النقطة تحديداً، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن مثل هذا الاجتماع لا يزال ممكناً، لكنه سيكون «بلا معنى» إذا لم يغيّر نتنياهو موقفه. ويقول مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون إنه سيكون من الصعب على قادتهم رفض دعوة أوباما الذي تعهّد بالعمل لتسوية ستة عقود من الصراع في إطار جهود لإحلال الاستقرار في الشرق الأوسط تماماً. ومن شأن مثل هذه القمة تحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين المعلقة منذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

عريقات: القمّة الثلاثية لا تزال ممكنة لكنها ستكون بلا معنى

وكان ميتشل قد استهل لقاءاته أمس بلقاء نتنياهو صباحاً. وقد قُوبلَتْ زيارة ميتشل بتصريحات إسرائيلية شددت على عدم وقف الاستيطان، حيث قال مسؤول إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل «ستوافق على تمديد التجميد (لنشاطها الاستيطاني في الضفة الغربية) لأكثر من ستة أشهر، وربما تسعة أشهر، ولكن لأقل من عام».
وكان نتنياهو قد أكد أن حكومته لا تفكر في «تجميد» النشاطات الاستيطانية، بل في «إبطاء» عمليات البناء لبضعة أشهر، مستبعداً وقف البناء في القدس الشرقية.
وبعد اللقاء الذي لم يؤدّ إلى شيء، توجّه ميتشل لمقابلة عباس، الذي جدد، بعد إبلاغه بعدم التوصل لاتفاق، التأكيد أنه لا حلول وسطاً بخصوص الاستيطان. وشدد عباس على «أن تجميد الاستيطان يعني تجميد الاستيطان»، بما فيه ما يسمى بالنمو الطبيعي الذي يعدّ التزاماً على إسرائيل. وأكد عباس وجوب استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، والذي يعدّ أيضاً التزاماً على إسرائيل.
وقال عريقات إن الرئيس الفلسطيني جدد تأكيده للسيناتور ميتشل التزام الجانب الفلسطيني بكل الاستحقاقات التي تضمنتها المرحلة الأولى من «خريطة الطريق»، معرباً عن تقديره لجهود المبعوث الأميركي وفريقه..
إلى ذلك، أعلنت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أنها «لا تستطيع الاعلان عن لقاء ثلاثي بين الرئيس باراك أوباما والقادة الفلسطينيين والإسرائيليين في هذه المرحلة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل». وأشارت إلى أن «الأسبوع المقبل مليء باللقاءات. لكن في ما يخص الشرق الأوسط، لست مخوّلة إعلان أي شيء آخر».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)