أعلنت السلطات اليمنية أمس عودة الهدوء النسبي إلى محافظة صعدة، بعد أنباء عن مقتل العشرات من المتمردين الحوثيين خلال اليومين الماضيين، في الوقت الذي تبادل فيه طرفا النزاع الاتهامات بشأن أسباب انهيار الهدنة المؤقتة الثالثة التي أسهمت في فرضها ضغوط دولية وحلول عيد الفطر.وأعلن مصدر عسكري يمني أن هدوءاً هشّاً يسود في محاور المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين، مشيراً إلى أنه منذ إطلاق أربع قذائف على موقع للمتمردين قبيل منتصف ليل أول من أمس «لم يُسجَّل أي نشاط عسكري» في صعدة. وأكد رئيس مجلس الوزراء علي محمد مجور، خلال مشاركته أمس في احتفالات عيد الفطر في محافظة لحج، تقدم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة الحوثيين. واتهم مجور المتمردين بأنهم يحاولون «إعادة عجلة التاريخ في الوطن إلى الوراء بعدما انتصر شعبنا لإرادته الحرة في يوم الـ 26 من سبتمبر عام 1962 في القضاء على ذلك الحكم الإمامي الكهنوتي العنصري المتخلف الذي جثم على صدر شعبنا ردحاً من الزمن».
وأشاد مجور بالنجاحات التي يحققها الجيش، وذلك بعد إعلان مصدر عسكري يمني إفشال القوات الحكومية هجوم شنه المتمردون أول من أمس على مدينة صعدة من ثلاثة اتجاهات في محاولة للوصول إلى القصر الجمهوري وإحكام السيطرة على المدينة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 140 متمرداً «عُثر على جثثهم»، بعد اندلاع مواجهات وُصفت بأنها «الأعنف» منذ بدء الحرب بين الطرفين.
وفي السياق، أفاد مصدر عسكري آخر بتمكن «لواء العمالقة» الذي يضمّ وحدات القوات الخاصة في الجيش اليمني أول من أمس من «استعادة جبل شقراء غرب حرف سفيان» الواقع في محافظة عمران جنوب صعدة. في المقابل، نفى مكتب الحوثي مسؤوليته عن سقوط الهدنة الهشّة. وقال، في بيان أول من أمس: «كما دأبت وتعودت السلطة عند كل إعلان مفتعل وغير حقيقي لإيقاف الحرب، تكون قد أعدت المبررات والأعذار المصطنعة لخرق الاتفاق والالتفاف عليه، كما حصل أكثر من مرة ويحدث الآن من ادعاءات أننا من خرق الاتفاق». وأوضح أن «السلطة لم توقف الحرب دقيقة واحدة على الإطلاق». وبشأن ما قيل عن المواجهات في محيط مدينة صعدة وسقوط قتلى من الحوثيين، رأى البيان أنها «محض افتراء».
وفي بيان منفصل، ادعى الحوثيون مقتل قائد المطار في صعدة أثناء محاولته القيام بعملية استطلاعية، وتحدثوا عن تحقيق بعض المكاسب، إذ أعلنوا تمكن عناصرهم من إسقاط طائرة عمودية عندما كانت تحاول ضربهم بالقرب من موقع «قهللة»، ونشروا مقاطع مصورة تظهر اقتحامهم للجبل الأحمر الذي يضم مركز الاتصالات العسكرية في مديرية الصفراء في منطقة آل عمار وتدمير الأجهزة الخاصة بالاتصالات العسكرية الجوية، والاستيلاء على غنائم عسكرية.
(الأخبار، أ ف ب، سبأ)