سارعت إسرائيل إلى توجيه رسالة غير مطمئنة إلى القمة الثلاثية التي تجمعها مع الجانبين الأميركي والفلسطيني، فقتلت سائقاً مقدسياً في بيت لحم، في الوقت الذي تستعد فيه لبناء حي جديد في المدينة الحريدية (جنوب القدس)
قبل ساعات من لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك على هامش مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قَتَل جنود إسرائيليون مواطناً فلسطينياً من سكان القدس الشرقية صباح أمس، بعدما أطلقوا النار عليه مدّعين بأنه لم يتوقف بسيارته عند حاجز عسكري قرب بيت لحم، وأنه حاول دهس أحد الجنود وأصابه بجروح طفيفة.
وادّعى الجيش الإسرائيلي، في بيان، بأن «السائق الفلسطيني حاول اقتحام حاجز عسكري غرب مدينة بيت لحم وقرب مستوطنة مافو بيتار، ومثّل خطراً على حياة الجنود في المكان». وأضاف أن «الجنود نفذوا تعليمات باعتقال السائق، وإطلاق النار في الهواء بهدف تحذيره، وفي حال عدم توقّفه تطلق النار على جسده».
لكن موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أفاد بأن السائق الفلسطيني «دخل إلى محطة وقود قريبة من الحاجز العسكري وأن الجنود لاحقوه إلى هناك وطلبوا منه التوقف. وعندما اقترب أحد الجنود في الاحتياط منه، حاول السائق دهسه وأصيب الجندي بجروح طفيفة جداً». وأضاف أن «الفلسطيني حاول الهرب من المكان، إلا أن أحد الجنود أطلق النار عليه وأرداه قتيلاً».
وأشار فلسطينيون على معرفة بالسائق أنه يدعى ربيع الطويل (25 عاماً)، ويكسب قوته من نقل العمال الفلسطينيين إلى أماكن عملهم داخل إسرائيل.
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «هآرتس» أنه «في الوقت الذي يلتقي فيه نتنياهو وأوباما وعباس، يتواصل البناء في بعض المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية، حيث بدأت في المدينة الحريدية، بيتار عيليت (جنوب القدس)، أعمال بنى تحتية في الأسابيع الأخيرة، تمهيداً لإقامة حي جديد». ولفتت إلى أن «هذا الحي يأتي في نطاق الحكم البلدي لبيتار عيليت، ويقع على بعد نحو 300 متر على الأقل من الخط الخارجي للمنازل القائمة، حيث سيتم نصب بضع عشرات الوحدات السكنية على تلة منفصلة».
وقالت «هآرتس» إن هذا «يتعارض مع المزاعم الإسرائيلية الرسمية التي تقول بأن البناء في الكتل الاستيطانية يتم ضمن الحدود القائمة للبلدة».
وفي قلقيلية، اعتقل الجيش الإسرائيلي خمسة فلسطينيين خلال حملة دهم. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن قوات من جيش الاحتلال «اعتقلت خمسة مطلوبين فلسطينيين في قلقيلية» من دون أن تحدد ما إذا كان المعتقلون ينتمون إلى جهات فلسطينية معينة.
وفي غزة، فتحت إسرائيل ثلاثة معابر تربطها بالقطاع بشكل جزئي، لإدخال بضائع ووقود بعد إغلاق استمر أربعة أيام بسبب الأعياد اليهودية. وقال رئيس لجنة تنسيق دخول البضائع للقطاع، رائد فتوح، إن «إسرائيل فتحت معبر كرم أبو سالم لإدخال نحو ستين شاحنة محملة بالبضائع للقطاعين التجاري والزراعي فقط».
من جهة أخرى، وفي ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية ـــــ الفلسطينية، أعلن ممثل الشخصيات المستقلة في حوار القاهرة بين الفصائل، ياسر الوادية، أن «الأيام المقبلة ستشهد ترتيبات ضمان التوصل إلى اتفاق مصالحة داخلي، ينهي حقبة الانقسام الداخلي»، موضحاً أن «المشهد الفلسطيني يتجه نحو الاتفاق والوفاق في حال توافر الإرادة لدى طرفي الصراع». وذكر أن «الكل الفلسطيني سيلتقي في جولة حوار شاملة خلال الأيام المقبلة، يمكن أن تحقق المصالحة»، مطالباً «فتح وحماس بالتوقف عن المغامرة الفصائلية التي يتحمل تكاليفها المواطن في الضفة وغزة».
(الأخبار، يو بي آي، رويترز)