توجّه الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى نيويورك أمس، وفي جدول أعمال لقاءاته وكلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بندان رئيسيان: الطلب من الأمم المتحدة التدخل لمساعدة العراق في وقف التفجيرات الدامية التي تضرب بلاد الرافدين، وحثّ المجتمع الدولي على رفع العقوبات المفروضة منذ عهد الرئيس صدام حسين.وقال الطالباني، رداً على سؤال حول طلب بغداد تشكيل محكمة دولية للتحقيق في تفجيرات «الأربعاء الدامي»، «سأطرح الموضوع باعتباره جرائم إرهاب وجرائم حرب إبادة، وسنطلب تدخل الأمم المتحدة لمساعدتنا».
وفي الشق الثاني من المطالب العراقية من الأمم المتحدة، أوضح الرئيس العراقي أنه سيوجه نداءً في كلمته لإلغاء 25 مليار دولار من الديون التي لا تزال مترتبة على حكومته، لافتاً إلى أن حكومة بغداد ستطلب من السعودية إعفاء العراق من ديون أخرى أيضاً.
وفي السياق، أشار نائب رئيس إقليم كردستان العراق، كوسرت رسول، الذي يرافق الطالباني في رحلته الأميركية، إلى أن العراق «سيطالب بشطب الديون المتوجبة عليه وإنهاء وضعه تحت البند السابع ووضع حد للتعويضات الظالمة المفروضة عليه».
وينتظر أن يشارك الطالباني في مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي سينعقد في نيويورك، بصفته نائباً لرئيس «الاشتراكية الدولية». ووفق بيان رئاسي عراقي، سيتوجه الطالباني بعد انتهاء لقاءاته إلى مستشفى مايوكلينيك لإجراء عملية جراحية اعتيادية في ركبته اليسرى.
على صعيد آخر، شنّ رئيس الوزراء نوري المالكي هجوماً لاذعاً على سوريا بسبب «عدم تجاوبها» مع مطالب حكومته، محذراً في الوقت نفسه من «الاجتماعات العربية التي تسعى إلى نقل قضية العراق من الأمم المتحدة إلى الجامعة العربية بهدف تضييع حقوق العراقيين» في مسألة تفجيرات بغداد الدامية. ونقل المركز الوطني للإعلام عن المالكي قوله «كنا نتوقع منذ البداية عدم تجاوب الطرف السوري للأدلة والمطالب العراقية، لذلك فإن آمالنا تكاد تكون معدومة بنجاح هذه الجهود لتحقيق شيء ما». وأضاف «نحن جادّون في كل مطالبنا، وسنواصل الطريق الذي اخترناه لتحقيق تطلعات أبناء شعبنا الذي انتخبنا للقضاء على فلول القاعدة والبعث الذي ينطلق من سوريا، أو الذهاب إلى المجتمع الدولي، أو اللجوء إلى أي وسيلة أخرى لوقف الانتهاكات». إلا أن المالكي عاد وأكد أن «بغداد ترحب بأي جهد يهدف إلى وضع حد للتدخلات الأجنبية في العراق، ولا سيما لإنهاء الأعمال الإرهابية».
وإذ حذّر المالكي من «تحول الاجتماعات العربية الساعية لنقل القضية من الأمم المتحدة إلى الجامعة العربية لتضييع حقوق العراقيين ووضعها في متاهات لا تغني ولا تسمن عن جوع»، لم يوضح ما يقصده بـ«الاجتماعات العربية». فمنذ 19 آب الماضي، تاريخ الهجمات الدامية التي ضربت بغداد، عُقد لقاءان رباعيان في إطار الوساطة التركية، ضمّا كلاً من وزراء خارجية العراق هوشيار زيباري وسوريا وليد المعلم وتركيا أحمد داوود أوغلو، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وحصل اللقاء الأول على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة، والثاني في اسطنبول، على أن يُعقَد اجتماع ثالث مماثل على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)