Strong>نتائج «اكسبورت بلاس» تراجعت 6 % في 5 أشهر إلى 191 ألف طنيخوض المزارعون معركة الحفاظ على مكتسبات لا يفيدون منها إلّا قليلاً، بدلاً من التطلع إلى تحقيق المزيد، إذ إن الدعم عبر برنامج «اكسبورت بلاس» تراجع بنسبة 6 % تمهيداً ليتوقف نهائياً في نيسان 2011 من دون معرفة ماذا سيُقدّم إلى القطاع دعم بديل يعزز القدرة التنافسية لتصدير الإنتاج اللبناني

محمد وهبة
في نيسان 2011 يتوقف برنامج دعم الصادرات الزراعية «اكسبورت بلاس» نهائياً، تاركاً وراءه هواجس عن مصير الدعم الذي كان مخصصاً للقطاع الزراعي عبره، ولا سيما أن إلغاءه رُبط بإعادة توزيع مبالغ الدعم على مشاريع أخرى تدعم الصادرات الزراعية، إلا أن اللجنة المكلّفة إيجاد بديل جديد (اللجنة الفنية الوزارية المعنية بمشروع دعم الصادرات)، لم تدرس أي مشروع جديد منذ تألّفت في عام 2007.

تراجع الدعم وتذبذب التصدير

هذه الصورة بدأت ملامحها ترتسم منذ بدء العمل بخفض الدعم بنسبة 20% سنوياً وفقاً للقرار المتخذ في مطلع عام 2006 بذريعة انضمام لبنان إلى منظمة التجارة العالمية، إذ بدأت الصادرات الزراعية تتراجع، وعلى الرغم من وجود ملاحظات على أداء البرنامج وتحكّم المصدّرين وزيادة أرباحهم على حساب صغار المزارعين، يؤكّد المزارعون أن خفض قيمة الدعم بنسبة 60 في المئة تدريجياً منذ عام 2006 إلى اليوم، يؤثّر سلباً في الزراعات المستفيدة من البرنامج مثل البطاطا، الحمضيات، التفاح، الموز، الفاكهة المختلفة (اللوزيات)، خضر مختلفة، والبيض.
والواقع يشير إلى أن الصادرات عبر «اكسبورت بلاس» في عام 2007 بلغت 470 ألف طن، وتراجعت في عام 2008 إلى 450 ألفاً، وفي الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية بلغت 191 ألف طن متراجعة بما نسبته 6% مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2008، فقد تراجعت صادرات الحامض بنسبة 48% وصادرات البطاطا بنسبة 46%. وكانت الصادرات عبر البرنامج تمثّل في 2007 نحو 95.6% من مجمل صادرات الخُضر والفاكهة المسجّلة عبر الجمارك اللبنانية، وفي عام 2008 مثّلت نحو 85.9%، وفي الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية كانت تمثّل نحو 80.1%.
لكن المؤشر الأبرز هو ما جرى في عام 2008 حين توقّف العمل بالبرنامج نهائياً لنحو 41 يوماً، إذ أصدر مجلس الوزراء قراراً بوقف العمل ببرنامج «اكسبورت بلاس»، بناءً على توصية وزير الاقتصاد والتجارة السابق سامي حداد، الذي جاهر بعدائه لقطاعات الإنتاج، وقد انعكس إلغاء البرنامج في هذه الفترة تراجعاً في مجمل نتائج الصادرات عبر البرنامج لعام 2008 وسجل انخفاضاً بنسبة 5% مقارنةً بنتائج عام 2007، وإذا استُبعدت هذه الفترة بالذات تسجّل نتائج التصدير في 2008 نمواً بنسبة 6%.
في المقابل كانت وتيرة نمو مجمل الصادرات الزراعية دراماتيكية ومتذبذبة حين بدأ العمل بالإلغاء التدريجي، ففي عام 2006 تراجع التصدير الزراعي بنسبة 10.9%، وفي عام 2007 ارتفع بنسبة 22.3% ثم تباطأ في عام 2008 إلى 8.8%.
أكثر من 90 في المئة من إنتاج الموز يصدّر إلى سوريا
ويشير رئيس نقابة مصدري ومستوردي الخضر والفاكهة عبد الرحمن الزعتري إلى أنه منذ إقرار برنامج «اكسبورت بلاس» زاد عدد أشجار التفاح في لبنان 500 ألف، ثم بدأت تزدهر زراعة الموز فباتت صادراتها تمثّل 12.5% من مجمل الصادرات عبر البرنامج، وهذا التحسن ينطبق على البطاطا والإجّاص... ولا ينكر رئيس جمعية المزارعين انطوان حويك دور «اكسبورت بلاس» في تحسّن التصدير الزراعي، وإن كان هناك ظروف أخرى مساعدة على زيادة الصادرات الزراعية عموماً، أبزرها زيادة الكميات المنتجة، وتحسّن القدرة التنافسية لدى بعض الزراعات وانفتاح بعض الأسواق أمام لبنان... فعلى سبيل المثال تضاعف عدد أشجار الموز أكثر من مرّة خلال السنوات العشر الأخيرة بسبب استهلاك السوق السوريّة لهذه السلعة، وتراجع التصدير الأردني ودعم كلفة النقل عبر البرنامج.

الحفاظ على الدعم

يمثّل البرنامج حاجة إلى دعم المصدّرين أكثر من المزارعين أنفسهم، وبصرف النظر عن هذا النقاش المهم والحاجة إلى تصويب عمل البرنامج باتجاه استفادة صغار المزارعين منه. فإن إلغاء البرنامج يعدّ بمثابة ضربة موجعة للقطاع الزراعي، وكان الأجدى التفكير في آليات مناسبة لتغيير السياسات الاقتصادية والتحرر من هاجس الالتزام بشروط منظمة التجارة العالمية (WTO)، بدلاً من الجري وراء إرضاء القيمين على الملف الللبناني في هذه المنظمة، الداعين إلى إلغاء كل أشكال الدعم من دون النظر إلى الآثار السلبية.
لقد أدّى تفكك جمعيات المزارعين في لبنان إلى تغييب أي بحث عن صيغة جديدة للدعم، والواضح أن هناك التباس لدى المزارعين والمصدرين في هذا الشأن، فالزعتري تلقى وعداً من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بإعادة العمل ببرنامج «اكسبورت بلاس»، إلا أن حويّك يؤكد أن الجمعية أجرت لقاءات دورية مع عددٍ من المعنيين، وقدّمت إلى اللجنة الفنية 3 اقتراحات لدعم القطاع والصادرات، إلا أنها لم تلقَ أي إجابة من اللجنة، ولم تُدعَ لمناقشتها حتى. وقد أُبلغت رسمياًَ من المسؤولين أنه يستحيل إعادة العمل بالبرنامج بصيغته الحالية، لأن لبنان التزم مع WTO بالإلغاء، «وقد فهمنا أن عودة البرنامج تعني تغيير السياسة الاقتصادية للبنان، وهذا ما لن يحصل، فضلاً عن أنه مرتبط بصدقية الدولة وبعلاقتها مع المنظمة العالمية». لذلك، فإن النقاش الدائر حالياً بين المعنيين، ولا سيما كبار المزارعين والمصدّرين، يتعلق بتكريس المبالغ التي كانت مخصّصة لبرنامج «اكسبورت بلاس» بصيغة مختلفة.

هموم الكلفة

في المقابل ينحصر همّ صغار المزارعين في الحفاظ على الدعم الذي كان يدخل في الموازنة العامة وتصويبه، ويشير رئيس تجمع مزارعي الجنوب هاني صفي الدين إلى أن المسؤولين لحسوا تواقيعهم، وأوقفوا المساعدة التي كانوا يقدمونها إلى المزارع، والمشكلة ستظهر بشكل أكبر «في السنة المقبلة عندما تنخفض قيمة الرديات (الدعم) إلى 20% فقط”، لافتاً إلى أنّ “القدرة التنافسية لتركيا ومصر ستؤهلهما لزيادة تصديرهما إلى دول مجلس التعاون الخليجي على حساب صادراتنا. فالمعروف أن أكلاف إنتاجهما أقل بكثير من كلفة الإنتاج في لبنان». ويعتقد أن تصدير الموز سيتأثر تأثّراً رئيسياً بسبب ارتفاع كلفة مياه الري، فقد بتنا المصدر الرئيسي لهذه السلعة إلى سوريا ( أكثر من 90% من إنتاج الموز يصدّر إلى سوريا) لأن الأردن أوقف زراعة الموز بسبب حاجته إلى المياه، وبالتالي فإن دعم كلفة النقل عبر اكسبورت بلاس كان مساعداً على التخفيف من وزن أكلاف الإنتاج الأخرى مثل أسعار الأسمدة والفلاحة والري واليد العاملة...


33 في المئة

هي حصّة سوريا من الصادرات المدعومة عبر «إكسبورت بلاس» في أول 5 أشهر من السنة الجارية، وهي تتصدر الدول المستوردة للمنتجات اللبنانية للسنة الثالثة على التوالي بدلاً من السعودية، التي بلغت حصتها 17%، تلتها الإمارات بنسبة 7%، و4% للبلدان الأجنبية


3 اقتراحات للدعم الزراعي