خاص بالموقعالقاهرة ـ الأخبار
يعتزم الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، زيارة ليبيا الشهر المقبل من أجل الاجتماع مع العقيد معمر القذافي وكبار مساعديه، فيما تستعد طرابس لدفع مستحقاتها المالية في الميزانية السنوية للأمانة العامة للجامعة العربية كي لا تهدد استضافتها للقمة العربية المقبلة في شهر آذار للمرة الأولى.

وقالت مصادر من ليبيا والجامعة العربية إن موسى سيزور طرابلس بناءً على اقتراح ليبي لبحث الأوضاع العربية الراهنة والترتيبات الخاصة باستضافة ليبيا لأول قمة عربية رسمية على أراضيها، بالإضافة إلى بحث كيفية إنهاء المديونية المستحقة على ليبيا للجامعة العربية.

وستنتقل رئاسة القمة العربية من قطر الى ليبيا وفقاً لمبدأ التناوب حسب الحروف الأبجدية بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية، بعدما اعتذرت جيبوتي عن استضافتها. وستمثّل القمة العربية المقبلة حدثاً غير مسبوق بالنسبة للعقيد القذافي لكونها المرة الأولى التي ستُعقد فيها القمة في بلاده التي يتولى فيها السلطة منذ نحو أربعين عاماً.

لكن دبلوماسيين عرباً أعربوا عن اعتقادهم بأن استضافة ليبيا للقمة العربية مهددة بسبب امتناع طرابلس عن سداد حصتها السنوية في الميزانية المالية الخاصة بالأمانة العامة للجامعة العربية.

وترفض ليبيا سداد حوالى 25 مليون دولار أميركي هي قيمة مديونياتها المستحقة عن السنوات الأربع الماضية، بسبب تحفظها على عدم منحها وظائف في الهيكل الاداري للجامعة، وتعبيراً عن رفضها لبعض السياسات الخاصة بعلاقات الجامعة العربية مع الاتحاد الأوروبي. وبلغت نسبة سداد الدول العربية لحصصها في ميزانية الجامعة العربية 80 في المئة باستثناء ثلاث دول فقط هي ليبيا والصومال وجزر القمر.

وأوضح دبلوماسي ليبي أن حصة ليبيا في الوظائف الإدارية والقيادية في الجامعة تظل محدودة وغير مرضية مقارنة بدول عربية أخرى، مشيراً إلى أنها لم تحصل سوى على ست وظائف فقط من إجمالي 30 وظيفة يُفترض أن يؤهل نظام النقاط المتبع حسب نسبة سداد الدول العربية لمساهماتها في ميزانية الجامعة العربية ليبيا للحصول عليها.

ورأى الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن ليبيا ترى أن أسلوب التعامل اليومي مع الوضع العربي الراهن لا يحقق طموحات رجل الشارع العادي، معتبراً أنه يتعيّن على الجامعة العربية القيام بدور أكثر فعالية في ضبط إيقاع العمل العربي المشترك وضمان التزام الدول العربية بتغليب المصالح العربية العليا على ما عداها. ولا يتضمن ميثاق عمل الجامعة أية عقوبات محددة بشأن الدول التي تمتنع طواعية عن سداد المستحقات المالية.

ونفت وزارة الخارجية الليبية ما تردّد إقالة مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية، عبد المنعم الهوني، من منصبه وتعيين أحد أقارب الزعيم الليبي ويدعى أحمد قذاف الدم مكانه. وأكدت أن الهوني لا يزال رسمياً حتى الآن مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية ولا صحة لما أشيع عن تغييره أو إقالته.

وكان استقبال موسى أخيراً لأمين الشؤون العربية بوزارة الخارجية الليبية، عمران إبراهيم أبو كراع، بحضور أحمد قذاف الدم وغياب الهوني، قد أثار تكهنات حول إقالة الأخير لأنه لم يشارك في اللقاء على غير المعتاد.

(الأخبار)