بدا أبو مازن هادئاً، في ردّه على تجاوزات تل أبيب وشروط قادتها في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مكتفياً بالتحذير من إجهاض فرص السلام بسبب السياسات الاسرائيلية
أعلن الرئيس الفلسطيني، محود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، إنه «إذا كان القانون الدولي ينص على عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، فكيف يكون التعامل مع الحالة القائمة الآن، حيث ستؤدي السياسات الإسرائيلية الاستيطانية إلى تقويض هدف إقامة الدولة الفلسطينية».
ومن دون أن يعلن رفضه لاستئناف المفاوضات، جدد عباس تأكيده «حرص منظمة التحرير الفلسطينية على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم المستند إلى قرارات الشرعية الدولية». وحذّر في الوقت نفسه من أن «مضي إسرائيل في سياسة الاستيطان وبناء جدار الفصل قد يُجهض فرص إطلاق عملية السلام»
ودعا «المجتمع الدولي إلى الانتصار للقانون الدولي والشرعية الدولية وممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف الاستيطان، والالتزام بالاتفاقات الموقّعة، والإقلاع عن سياسة الاحتلال والاستيطان، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين».
وإلى الحوار بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس»، قال عباس: «نستمر في بذل كل جهد ممكن لإنجاح جهود الأشقاء في مصر لإنهاء الانقلاب المستمر في قطاع غزة، واستعادة وحدتنا الوطنية عبر الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في موعدها الدستوري».
وسبق كلام عباس اجتماع للجنة الرباعية الخاصة بعملية السلام في الشرق الأوسط، عقدت فجر أمس، وصفت فيه القمة الثلاثية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وعباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها «تمثّل خطوات مهمة نحو إعادة بعث المفاوضات الثنائية المباشرة». وأكدت أن «الحل الوحيد القابل للنجاح يكمن في اتفاق ينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967، ويحل قضايا الوضع النهائي ويحقق طموحات الطرفين في دولتين لشعبين».
وفي السياق، شاطرت الرباعية مواقف أوباما، داعية «إسرائيل والفلسطينيين إلى التصرف بموجب اتفاقاتهم السابقة، والتزام خريطة الطريق»، مطالبة إسرائيل «بتجميد كل النشاط الاستيطاني».

فلسطين ستبقى فلسطينية، ولن تكون يهودية في يوم من الأيام
وفي ما يتعلق بغزة، اكتفت اللجنة بتأكيد ضرورة تحقيق «الحل المستدام للأزمة»، متناسية الحق الفلسطيني، من خلال إيضاحها أن الحل يقوم «على أساس تلبية اهتمامات إسرائيل الأمنية بما فيها وقف تهريب السلاح إلى غزة». ولم تغفل الدعوة إلى الإفراج الفوري عن الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، من دون ذكر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
وأكدت الرباعية «أهمية المبادرة العربية، واتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات على امتداد المنطقة في إطار التقدم نحو السلام».
في هذا الوقت، رفضت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، التبريرات التي ساقها نتنياهو لشن الحرب على غزة أواخر العام الماضي، وقال إن «خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب، ومحاولاته تبرير مجزرة غزة واهية ولا تصمد أمام نتائج التقارير الدولية». ورأى أن التقارير «أكدت اقتراف الاحتلال جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني».
وشدّد أبو زهري، رداً على اشتراط نتنياهو الاعتراف بيهودية إسرائيل، على أن «فلسطين ستبقى فلسطينية ولن تكون يهودية في يوم من الأيام. فلسطين هي وطن الأجداد والآباء». ورأى أن إسرائيل اقترفت «محرقة العصر» بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
من جهته، أعرب رئيس دائرة شؤون المفاوضات صائب عريقات عن رفضه لخطاب نتنياهو «جملة وتفصيلاً. إسرائيل سلطة احتلال»، كاشفاً في الوقت نفسه عن اتفاق فلسطيني ـــــ أميركي «لعقد سلسلة اجتماعات ثنائية الأسبوع المقبل، لمساعدة أوباما على الضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)