يستعدّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لاستحقاقات داخلية «كبيرة»: إعلان لائحته الانتخابية، ومواجهة حملة يُتوقَّع أن تكون شرسة عليه من حلفائه السابقين في «الائتلاف العراقي الوطني الموحَّد»
بغدد ــ زيد الزبيدي
كشف القيادي في حزب «الدعوة الإسلامية» الذي يقوده رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي، حسن السنيد، أمس، أن إعلان «ائتلاف دولة القانون» سيحصل يوم الخميس المقبل، على أن تتضمن اللائحة خمسين كياناً سياسياً، مع ترك الباب مفتوحاً «أمام أيّ كيان أو ائتلاف أو جبهة سياسية، شرط أن تكون البرامج موحدة مع دولة القانون». وأشار السنيد إلى أنّ «دولة القانون» سيضم شخصيات «من جميع مكونات الطيف السياسي العراقي»، تاركاً أمر تحديد هوياتهم للمؤتمر الصحافي الذي ينعقد الخميس.
وكان المالكي قد كشف عن أنه «إذا ما رغب ائتلاف ما بالانضمام إلى دولة القانون، فنحن نرحب به ما دام قد اختار الأسس والمبادئ التي اعتمدناها».
وفي السياق، أوضحت مصادر عراقية مطّلعة في بغداد أنّ أحزاباً «معارضة» لحكومة المالكي، وأخرى مشاركة فيها حتى، ستلجأ إلى «التشهير» به قبيل الانتخابات المقبلة، عبر استغلال الانفتاح النسبي الذي تشهده البلاد حالياً، وعدّه «مروقاً عن الدين يرتكبه حزب الدعوة ورئيسه».
وبحسب صحيفة «الصباح الجديد» المستقلة، فإنّ عدداً من وسائل الإعلام، من بينها فضائيات وصحف تابعة لأحزاب دينية، تتولى تجهيز أرشيف وتقارير وصور وأفلام، تسجّل عودة جزء من مظاهر الحياة الطبيعية التي كان يألفها العراق في السابق، مثل عودة عدد محدود من الملاهي الليلية ومخازن بيع المشروبات الكحولية في بعض المدن، لتقديمها «كوثيقة تدين حزب الدعوة الإسلامية الحاكم».
وكانت جهات سياسية ـــــ دينية قد مارست ضغوطاً عديدة على المالكي خلال الفترة الماضية، لإجباره على اتخاذ إجراءات تمنع إعادة فتح النوادي الليلية في بغداد والبصرة ومحافظات أخرى، وهو ما تعلّق عليه مصادر مسؤولة بالقول إنّ المالكي «لم يستجب لهذه الضغوط بما هو مطلوب» حتى الآن.
وتؤكد بعض المصادر أنّ وسائل الإعلام المرتبطة بعدد من الأحزاب الدينية ستشن حملة، بالتعاون مع خطباء الجوامع، قبيل الانتخابات المقبلة، تستنكر فيها «عودة حياة الليل» وبيع المشروبات، على قاعدة أن ذلك يُعدّ «خروجاً للمالكي عن الالتزام الديني». وبحسب هذه المصادر، فإنّ هدف الحملة هو تشجيع الناخبين على التصويت لمعارضي رئيس الوزراء، والتخلي عن تأييد ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه.

الطالباني يلتقي أوباما قريباً ويرفض فتح الأجواء العراقية لضرب إيران
ولفت نائب بارز عن ائتلاف «دولة القانون»، إلى أنّ كتلته «تستشعر ظهور مقدمات الصراع الانتخابي مع الخصوم عبر إشارات بعض خطب الجمعة، وتكوّن مواقف جديدة داخل البرلمان». كذلك كشف «مصدر مطّلع» عن أن «الدعوة» أصدر تعليمات لمختلف تنظيماته باتباع «الحيطة والحذر» والتأهّب لمواجهة «تحديات بالغة الحساسية» خلال الأيام المئة المقبلة التي تفصلنا عن انتخابات كانون الثاني.
ووفق مقرّبين من «دولة القانون»، فإنّ قيادات «الدعوة» دعت تنظيماتها إلى «أخذ المخاطر المقبلة على محمل الجدّ، خشية تعرّض قيادييه ومكاتبه لاستهداف وعمليات ضغط واسعة ومتنوعة»، وهو خطر يُضاف إلى تحدّيات سياسية يُتوقَّع أن تتحول إلى «تصفية حسابات شرسة داخل البرلمان وتطال أكثر من وزير مقرب من المالكي».
بدوره، رفض النائب عن «الدعوة ـــــ تنظيم العراق»، عبد الهادي الحساني، التعليق على المعلومات المتعلقة بوجود «حالة إنذار» داخل «دعوة» المالكي، إلا أنه رأى أنّ «المصاعب» قد بدأت عبر أكثر من مستوى، قبيل إعلان الكتلة الجديدة المقررة يوم الخميس.
ويلاحظ المراقبون «أنّ التعليمات الصارمة التي أصدرتها قيادة «الدعوة» بتوخّي الحيطة والحذر، تأخذ في الاعتبار موقف أطراف إقليمية مثل إيران، التي بدأت تشعر بأن الحزب تجاوز الخطوط الحمراء».
وعلى صعيد متصل بإيران، حذّر الرئيس جلال الطالباني، الذي يلتقي نظيره الأميركي باراك أوباما في واشنطن في غضون أيام، من فرض عقوبات جديدة عليها بسبب ملفها النووي، رافضاً رفضاً مطلقاً فتح الأجواء العراقية لضربها عسكرياً