تبرز في الجهة اليمنى للموقع عبارة «15451 يوماً من الاحتلال الإسرائيلي» باللون الأحمر. أسفل منها يأتي فعل الأمر: «تبرّع» للموقع للمساهمة في توسيع التغطية المتعلقة بالاحتلال. في المقابل، لا تُعلن أي جهة علانية تأسيسها الموقع أو تبنّيها إياه، إلى أن تبرز ترويسة بعنوان «مجلس التحرير»، ما يشير بالمبدأ إلى مسؤوليته المباشرة عن الموقع.
تعزّز الأسماء المنضوية أسفل الترويسة الثقة بالموقع. تتنوع في جنسياتها بين عربية وإسرائيلية وأجنبية. يجمعهم مبدأ الحقوق المسلوبة. أبرزهم الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، وأستاذ الألسنيات، الفيلسوف والكاتب الأميركي نعوم تشومسكي. غالبية الأسماء الباقية هي لأساتذة جامعيين وناشطين في مجالات الحقوق والسياسة الشرق أوسطية.
يعلن الموقع أن سبب إنشائه يهدف إلى توثيق النقاش السياسي المتعلق بالاحتلال. ويزيد من الحاجة إلى موقع مماثل خطر انقراض بعض الصحف، أهمها في إسرائيل، صحيفة «هآرتس»، أحد منتقدي الاحتلال الإسرائيلي.
هذا النقص أو احتمال الانقراض الذي يتحدث عنه الموقع، يقابله في الوقت نفسه عرض لمجموعة من المواقع الإسرائيلية والصحف العالمية الأكثر تطرقاً إلى الحقوق الفلسطينية. لكن بعد مرور 61 عاماً على النكبة، انتظر المؤسّسون وقوع حرب غزة. استوقفتهم باعتبارها «الأكثر عنفاً في تاريخ الاحتلال»، فكان لا بد من التوثيق!
يعلن الموقع أن سبب إنشائه يهدف إلى توثيق النقاش السياسي المتعلّق بالاحتلال
وفي ما يتعلق بالإطار اللغوي والثقافي الذي اختاره مؤسّسو الموقع، يبدو واضحاً ابتعادهم عن اللغة الوجدانية أو الخطابية الثورية التي تعتمدها بعض حركات المقاومة داخل فلسطين المحتلة. فكان التركيز على التحليل السياسي، ونشر آراء سياسية تناقش عملية السلام والتوجه الأميركي الإسرائيلي في المنطقة، والوضع في غزة، ويوميات الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية، وغيرها.
بعد حرب غزة، كان لا بد من اعتماد خطاب علمي يسعى إلى الارتقاء بالرأي العام العربي والعالمي عن الرؤية الإسرائيلية. انتبه الموقع إلى ضعف اللغة الوجدانية في بعض الأحيان، التي تكتفي بالتهييج اللحظوي أو المرحلي، من دون أن تعدّ وعياً للمستقبل. الأهم، هو اختيار «أرشيف الاحتلال الإسرائيلي» التوجه إلى القراء باللغة الإنكليزية، ما يعني أن رؤيته تهدف إلى الوصول إلى العالم الغربي والإسرائيلي بصورة أساسية، محاولاً تدعيم نظريته بالأسماء المعروفة مثل شومسكي.