بلغ حجم سوق قطاع تكنولوجيا المعلومات (IT) في لبنان 251 مليون دولار في عام 2008 بعدما نما نموّاً ملحوظاً، إلا أنه «يبقى مكبّلاً بسبب عدم الاستقرار السياسي والأجواء غير الواضحة في ما يتعلّق بالسياسة الاقتصاديّة»، وفقاً للتقرير الأخير الذي أصدرته مؤسّسة «Business Monitor» بعنوان «تقرير قطاع تكنولوجيا المعلومات في لبنان ـــــ 2009».وفيما تأثّرت معظم اقتصادات العالم بتداعيات الأزمة الماليّة ـــــ الاقتصاديّة لناحية الطلب في هذا القطاع، كان أداء السوق في لبنان في عام 2008 «مشجّعاً، مع بيع أكثر من 100 ألف وحدة كمبيوتر». غير أنّ السوق «تبقى تنمو بأقلّ من مقدّراتها». ويتوقّع المحلّلون أن ينمو قطاع تكنولوجيا المعلومات في لبنان بنسبة اسميّة تبلغ 7% «إنّما ذلك يرتبط بالتطوّر على صعيد الاستقرار واستمرار التعافي الاقتصادي»، وكان يمكن هذه النسبة أن تكون أكثر نوعيّة لولا عدوان تمّوز في عام 2006.
فقبل تلك الحرب، يقول التقرير، «كان لبنان إحدى قصص نجاح النموّ الاقتصادي في المنطقة. والأحداث خلال العامين الماضيين كان لها تأثير على نموّ القطاع وعلى الاقتصاد عموماً».
وتزداد أهميّة التركيز على تنمية هذا القطاع، وخصوصاً أنّ لبنان في صدد اللحاق بباقي البلدان في المنطقة التي «تشهد فورة في تكنولوجيا المعلومات». والمهمّة ليست سهلة ولا تتعلّق فقط بالصعوبات الطارئة.
ويقول التقرير في هذا الإطار «حتّى قبل عام 2006 كانت هناك عوائق أمام تقدّم القطاع. والمسألة الأهمّ هي ضعف أوضاع البنى التحتيّة للاتصالات. فنسبة الاختراق في الهاتف الثابت لا تتجاوز 20% (قياساً إلى عدد السكّان)، وتصل كلفة اشتراك الإنترنت إلى 400 دولار (سنوياً) في بعض المناطق». ويضيف أنّ «الحكومة تأمل أن تتحوّل الحزمة العريضة (للاتصال بشبكة الإنترنت) إلى محفّز لنمو القطاع وارتفاع معدّل اختراق الكمبيوتر فوق معدّل 10%».