خاص بالموقعمنعت السلطات الأمنية اليمنية بالقوة أمس إقامة تظاهرة بمحافظة لحج جنوب اليمن، دعا إليها «الحراك الجنوبي» للمطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين والتضامن مع دولة الكويت، بمناسبة غزو العراق للكويت عام 1990، ما أدى إلى وقوع صدامات أسفرت عن وقوع جرحى واعتقالات.

وقال مصدر أمني إن قوات مكافحة الشغب والأمن المركزي والأمن العام انتشرت في جميع ميادين مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج تحسّباً لإقامة التظاهرة. وشدد المصدر على أن الأجهزة الأمنية لن تسمح بإقامة أية مسيرات أو تظاهرات غير مرخصة، وفقاً لأحكام ونصوص الدستور والقانون التي تمنع القيام بمثل تلك الأعمال، وذلك بالتزامن مع تداول معلومات عن استخدام الشرطة الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص واختناق عدد من النساء المشاركات جراء استخدام الشرطة للغاز المسيّل للدموع، وتعرّض العشرات من المشاركين للاعتقال.

في غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية، أبو بكر القربي، الإعلام الخارجي بإثارة فكرة تقسيم اليمن. وقال من باريس خلال مشاركته في ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي ـــــ الأوروبي «جرت العادة لدى المحلّلين السياسيين ومراكز الدراسات في الخارج أن يثير كثير من التحاليل مخططات كثيرة تريد تقسيم خريطة الوطن العربي»، وتساءل «لكن هل هذه المخطّطات تنجح، وهل يعني أنها تنفذ أمام الصمود الشعبي أولاً؟!».

ورأى «أن الوحدة اليمنية قوية وإرادة الشعب هي التي تقرر مصير اليمن»، وأضاف «لا أتصور إطلاقاً أن ينجح أي مخطط لتقسيم اليمن».

في المقابل، طالب الرئيس اليمني الأسبق، على ناصر محمد، الذي شارك بدوره في الندوة، دول الخليج بالتدخل لحل القضية الجنوبية باعتبارها جوهر الأزمة اليمنية. وقال: «لا أحد إقليمياً ودولياً ممن ستتضرّر مصالحهم بسبب الوضع الراهن الذي يسير بالبلاد نحو المجهول سيقف عاجزاً عندما يدق ناقوس الخطر، واليمن جزء لا يتجزأ من محيطه بل جزء مهم واستراتيجي، فالجميع ينظر إلى ما يدور فيه بكثير من القلق والريبة».

ورأى ناصر، أن «من يريد تقسيم اليمن هو من يكرس هذا الواقع المأزوم ويهرب بالأزمة وبكل متعلقاتها واستحقاقاتها إلى الأمام ...».

كذلك أعرب عن أسفه لأن «التلويح بتقسيم اليمن وبتحوّله إلى دويلات يتقاتل فيها الناس من شارع إلى شارع ومن طاقة إلى طاقة، قد جاء من أعلى سلطة في البلاد، متمثلةً برئيس الجمهورية (علي عبد الله صالح)، وربما هذا ما جعل الباب موارباً لطرح مسألة تقسيم اليمن بهذه الطريقة وبهذه الكثافة ...».

إلى ذلك، نجحت وساطة قبلية في الإفراج عن الجنود اليمنيين الذين أسروا في مأرب، لدى عناصر قبلية متهمة بالانتماء إلى القاعدة.

(الأخبار، يو بي آي)