محمد بديرجدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مطالبته الفلسطينيين بالموافقة على رؤيته السياسية للحل معهم كشرط للوصول إلى «سلام مستقر ودائم»، داعياً إياهم في الوقت نفسه للعودة إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة، ومحذراً من استئناف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الجنوبية المحيطة بقطاع غزة.
وقال نتنياهو، في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، صباح أمس، إن «السلام سيعود ليرتكز على مبدأ التبادلية»، موضحاً أن «إسرائيل تتوقع من الفلسطينيين أن يعترفوا بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، وأن يتم إيجاد تسوية لقضية اللاجئين خارج إسرائيل، وكذلك فرض ترتيبات أمنية فعالة بضمانات دولية». وإذ رأى في مطالبه هذه «شروطاً للدفع باتجاه سلام مستقر وقابل للحياة»، أعرب عن استعداد حكومته للشروع في مفاوضات مباشرة مع «السلطة الفلسطينية وسوريا وأي دولية عربية من دون شروط مسبقة».
وبمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، ضمن ما عُرف بخطة «فك الارتباط»، قال نتنياهو إن القطاع تحول إلى «قاعدة إرهابية تحت سيطرة حماس برعاية إيرانية». وأكد أن إسرائيل «لن تتساهل مع أي عملية إطلاق للصواريخ والقذائف الصاروخية على أراضيها، وسترد بشدة على أي اعتداء ينطلق من قطاع غزة».
وألقى المؤتمر السادس لحركة «فتح» بظلاله على جلسة الحكومة الإسرائيلية. وراوحت تعلقيات الوزراء عليه بين رفض مسوّدة البرنامج السياسي التي من المفترض أن يناقشها المؤتمر وبين الدعوة إلى التريث وانتظار ما سيتمخض عنه.
ورأى الوزير «الليكودي»، يسرائيل كاتس، أن المسودة المقترحة، التي ترفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، تعدّ «إعلان حرب ضد إسرائيل»، فيما قال وزير العلوم، دانئيل هرشكوفيتس، (حزب «البيت اليهودي» اليميني)، إن ما جاء في مسوّدة البرنامج السياسي لحركة «فتح» ضد الاعتراف بدولة إسرائيل «يكشف الوجه الحقيقي للفلسطينيين».
وإذ أعلن وزير الدفاع، إيهود باراك، أن إسرائيل تنتظر المؤتمر الذي سيعقد غداً «وستعرف في الجلسة الأخيرة إلى أيّ حد هناك استعداد للسلام في الجانب الآخر»، رأى نائب رئيس الحكومة، سيلفان شالوم، أن الخيار أمام حركة «فتح» هو بين «الحوار والتصلب». وقال إن الفلسطينيين «يتوقعون أن يقوم الأميركيون بالعمل بدلاً عنهم، من دون أن يحتاجوا إلى التنازل عن شيء».
من جهته، قال وزير البنى التحتية، عوزي لانداو (حزب الاتحاد الوطني المتطرف) إن إسرائيل ارتكبت «خطأً جسيماً حينما خطا رئيس الوزراء خطوة أكثر مما ينبغي في خطابه في جامعة بار إيلان بموافقته على إقامة دولة فلسطينية قبل أن يوافقوا على شيء». وأضاف «من العدل ألا تقوم دولة فلسطينية».