بحمدون تعاني التقنين... والسيّاح يهربون إلى بيروت!


رشا أبو زكي
معاناة أهالي صيدا من انقطاع المياه منذ أسابيع لم تنته فصولها بعد، لا بل أصبحت الأزمة تشمل إضافةً إلى المنازل، المستشفيات والمطاعم والمؤسسات الرسمية، بسبب التقنين الحاد والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، الذي يغذي محطات الضخ في المدينة. وفي هذا الإطار، قامت بلدية صيدا بخطوات عملية للسيطرة على هذه الأزمة عبر تقديمها الدفعة الأولى من هبة إلى مؤسسة مياه لبنان لتأمين مادة المازوت للمحولات والمحركات الموجودة لديها الآن، وذلك لضخ المياه خلال انقطاع الكهرباء، بقيمة 20 مليون ليرة، على أن تقدم هبة عينية من المازوت بقيمة 20 مليون ليرة بعد إنجاز المرحلة الأولى وموافقة وزير الطاقة والمياه على هذه الهبة، إلا أن وزيرة التربية في حكومة تصريف الأعمال بهية الحريري أدخلت هذه المعاناة في إطار السباق السياسي، فعقدت اجتماعاً «لمتابعة مشكلتَي انقطاع المياه والكهرباء عن بعض أحياء صيدا وبعض البلدات في جوارها»، من دون أن يخرج بمقترحات لحل الأزمة، سوى اعتبار الحريري أن الحل الأساسي هو بتأمين خط 24 ساعة لكل محطات المياه.
وأنه وُضعت دراسة بهذا الخصوص أُرسلت إلى المدير العام، ولكن تلزيم المشروع يحتاج إلى شهر ونصف شهر تقريباً».

إجراءات سريعة للبلدية

وقال مراسل الأخبار في صيدا خالد الغربي، إن انقطاع المياه التي تعانيه بعض الأحياء في منطقة صيدا يعود إلى أسابيع مضت، لكنّ الأزمة زادت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية، وهذا الانقطاع برّرته الجهات المعنية بأنه ناتج من انقطاع التيار الكهربائي وعدم إمكان تشغيل المضخات على مولدات كهربائية خاصة لعدم توافر كميات كافية من المازوت، ثم قيل إن مضخة كبيرة استُبدلت أخيراً بواحدة أصغر بعدما احترقت الأولى والمحطة الجديدة ليس باستطاعتها تغطية شبكة المياه لكل القرى التي كانت توفّرها المضخة الأولى. فيما أعلن رئيس البلدية عبد الرحمن البزري بعد اجتماع طارئ عقد في البلدية لهيئات اجتماعية وأهلية لبحث أزمة المياه أنه جرى التوصل إلى الاتفاق على تلزيم خطوط مد كهرباء مباشرة، أي تأمين خطوط المياه إلى أربع محطات رئيسية، سوف يبدأ التلزيم بمحطتين رئيسيتين تغذيان مدينة صيدا ومنطقتها، وهذا التلزيم سيجري لمد خطوط مباشرة دون أن تخدم هذه الخطوط المنازل، بل محطات المياه فقط، وذلك لتأمين المياه لمدة 24 ساعة، إضافةً إلى اتخاذ إجراءات آنية وفورية لوقف جزء من الهدر الموجود في بعض المناطق وذلك حمايةً لاحتياط الماء الموجود. وكذلك جرى إيجاد صيغة للتواصل بشكل طارئ بين بعض الخدمات الطارئة كالإطفائية والمستشفيات وغيرهما مع مؤسسة مياه لبنان ومؤسسة كهرباء لبنان والبلدية.

... والسيّاح يهربون من بحمدون

أما في بحمدون، فقد أعلن رئيس بلديتها أسطه أبو رجيلي أن التقنين الكهربائي وأزمة انقطاع المياه، دفعا بالمصطافين العرب والخليجيين إلى مغادرة بحمدون باتجاه مناطق أخرى أو إلى بيروت «حيث نعمة المسؤولين تتدفق عليها فقط»، وقال إنه على الرغم من كل زيارات المسؤولين والنداءات والمطالبات للمسؤولين والمعنيين قبل بدء موسم الاصطياف وخلاله بضرورة الاهتمام الكافي بقرى الاصطياف لهذا العام، الذي كان واعداً، ومنها الكهرباء والماء، فإن هذه النداءات والمطالبات ذهبت أدراج الرياح، وخير دليل على ذلك هو انقطاع المياه عن محطة بحمدون لأكثر من عشرة أيام، وإذا جاءت المياه تأتي لساعة فقط. وناشد أبو رجيلي المسؤولين على كل المستويات النظر إلى هذا المرفق الحيوي للاصطياف باهتمام وجدية أكثر لأنه يوفّر أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل لأهالي المنطقة ودعماً لخزينة الدولة.