رست بورصة المواقف الإسرائيلية من القرارات المتوقع صدورها عن مؤتمر حركة «فتح»، على تحذيرات وصلت إلى حدّ اعتبار أن المؤتمر سيمثّل «إعلان حرب وخطوة على طريق الانتفاضة الثالثة»
مهدي السيد
تشير ردود الفعل الأولية للمسؤولين الإسرائيليين إزاء انعقاد المؤتمر العام السادس لحركة «فتح» في مدينة بيت لحم، إلى خيبة أمل وعدم رضى إزاء القرارات التي يُتوقَّع صدورها عنه، رغم تباهي المسؤولين الإسرائيليين باتخاذ كل الإجراءات الآيلة إلى نجاحه.
وتوقّع وزير الدفاع إيهود باراك أن تكون نتائج المؤتمر «إشارة إلى استعداد الفلسطينيين للمفاوضات». وقال، في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أمس، إن تل أبيب «لا تتدخل في مؤتمر فتح، وسمحت لكل أعضائه بالوصول إلى بيت لحم كي تحصل قراراته على تفويض كامل».

باراك يتوقع أن تكون نتائجه إشارة إلى استعداد الفلسطينيين للمفاوضات
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول سياسي «رفيع المستوى» قوله إن المؤتمر هو «فرصة» للفلسطينيين لاستئناف الحوار مع الدولة العبرية «شرط عدم طرح شروط مسبقة».
من جهته، حذّر الرئيس شمعون بيريز، الزعماء الفلسطينيين من تشديد مواقفهم تجاه حكومته، لأنّ ذلك «سيلحق بهم أضراراً كبيرة».
وأشار بيريز إلى أنه لا يتوقع شيئاً من مؤتمر «فتح»، إذ أصبح واضحاً أن قادة الحركة «سيتسابقون خلال المؤتمر على إطلاق التصريحات المتطرفة، لكن يتعين عليهم أن يتذكروا أنهم ملتزمون خريطة الطريق وتسوية النزاع من خلال المفاوضات فقط».
وفي تصعيد كلامي لافت، رأى وزير الإعلام والشتات، يولي إدلشتاين (الليكود)، أن مؤتمر «فتح» هو بمثابة «إعلان حرب». ورأى أنّ على حكومته «ألا تتصرف كأننا لم نسمع شيئاً، علينا الخروج من حلقة الوهم بأن هؤلاء معتدلون يريدون السلام، إنهم يقولون بوضوح إنهم يدعمون استمرار النضال المسلح».
وتساءل إدلشتاين: «هل هؤلاء هم الزعماء المعتدلون الذين يريدنا العالم أن نخوض المفاوضات معهم؟ شعوري هو أننا لسنا مهتمين بالإصغاء إلى أصوات تدعو إلى نضال مسلح وحق العودة وأن تكون القدس عاصمة لدولتهم».
ولفت إدلشتاين إلى أنّ مواقف قادة حركة أبو مازن، هي «نتيجة للنزاع الداخلي الفلسطيني على السلطة»، موضحاً أنّ «التنافس حالياً لا يدور بين من يحكم المنطقة ويدير السلام، بل بين من يقود النضال ضد إسرائيل».
بدوره، حذر عضو الكنيست عن حزب «كديما»، آفي ديختر، من أن «تصريحات قادة فتح تمهد الطريق أمام ما من شأنه أن يكون انتفاضة ثالثة». وعلّق على مسودة البرنامج الحركي المقترح بالقول إنه «في اللحظة التي تقول فيها إن الكفاح سيستمر بكل الوسائل، سيدرك كل عاقل أن الأمر يتعلق بالكفاح المسلح» محذراً من أن مثل هذا القرار «سيلقي بنا وبهم عهوداً إلى الوراء».