رأت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أن سوريا ستكون مستعدة «لتبريد» علاقاتها بإيران وحركات المقاومة في حال إبرامها اتفاقية سلام مع إسرائيل. وقال رئيس قسم الأبحاث في «أمان»، العميد يوسي بايدتس، في تقدير للوضع عرضه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس، إنه «بحسب تقدير شعبة الاستخبارات العكسرية، إذا واجهت سوريا معضلة إنجاز اتفاق سلام إسرائيل، فإنها ستكون مستعدة لتبريد علاقاتها مع إيران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية». ورأى أنه «ستكون لذلك تداعيات بعيدة المدى على البيئة الاستراتيجية لإسرائيل»، مذكّراً بأن سوريا «لا تزال متورطة في محور الشر، وتسعى في الوقت نفسه إلى تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة ومعسكر الاعتدال، وستكون مستعدة للتسوية بشروطها». من جهته، جدد وزير الدفاع، إيهود باراك، أمام اللجنة نفسها أمس، اتهامه سوريا بمساعدة «المنظمات الإرهابية»، لافتاً إلى أنها «تساعد حزب الله في التسلح، وهي تمنح رعايتها لقيادات الإرهاب في دمشق». لكنه رأى أن «التقدم (في المفاوضات) مع سوريا يمكن أن يؤدي إلى نتائج جانبية إيجابية، كالتقدم مع لبنان مستقبلاً».

لندن تدعو دمشق إلى استخدام نفوذها لحلّ الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين
في هذا الوقت، طالب وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط البريطاني، أيفن لويس، سوريا بأن تستخدم نفوذها وتقدم المساعدة في خلق الظروف لحلّ الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حلّ الدولتين.
وقال لويس، عقب مباحثاته مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس: «عبّرنا عن أملنا أن تستأنف المحادثات بين سوريا وإسرائيل في أقرب وقت ممكن»، داعياً دمشق إلى أن تستخدم نفوذها وتقدم المساعدة في خلق الظروف لحلّ الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعن قضية مرتفعات الجولان، ومسألة تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، قال الوزير البريطاني: «نحن نعتقد أنه توجد الآن فرصة هامة جداً لم تكن موجودة في الماضي لتسوية أحد أقدم الصراعات في العالم وأشدها، هو الصراع في الشرق الأوسط، ونعتقد أن هذا من شأنه أن يتحقق فقط إذا تحقّق حل الدولتين وإذا أُنشئت دولة فلسطينية قابلة للحياة وضُمن أمن إسرائيل وتحقّق السلام الشامل بين سوريا وإسرائيل، الذي يتضمن إعادة مرتفعات الجولان وإنهاء استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية».
وقال لويس إنه «بحث مع المعلم تطوير العلاقات بين بريطانيا وسوريا والرغبة في تعزيزها، بما يخدم مصلحة البلدين، بالإضافة إلى الحاجة إلى حصول سلام واستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعن الفرص الهامة المطروحة الآن، وخصوصاً بعد خطاب الرئيس الأميركي (باراك) أوباما في القاهرة».
وشدّد لويس على «أهمية تحقيق الاستقرار والأمن في العراق ولبنان»، مضيفاً: «نريد من سوريا أن تستخدم دورها الهام للغاية لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار في هذين البلدين».
(الأخبار، يو بي آي)