حالة الهلع التي ترافق ظهور حالات أنفلونزا «AH1N1» في لبنان، المعروف باسم أنفلونزا الخنازير، أدت إلى ارتفاع الكلفة على وزارة الصحة للتأكد من الإصابة بهذا المرض، إذ من أصل نحو 150 حالة إصابة ظهرت حتى نهاية الأسبوع الماضي، أُجري أكثر من 650 فحصاً اختبارياً، على الأقل، على عيّنات مأخوذة من مشتبه في إصابتهم بالأنفلونزا.ويقول وزير الصحة محمد خليفة لـ«الأخبار» إن كلفة الفحص الواحد تبلغ 120 دولاراً، وهو غير متوافر في المستشفيات العادية، بل يجري على حساب وزارة الصحة العامة في مستشفى بيروت الحكومي الجامعي، حيث توافرت المعدات والمختبرات اللازمة لإجرائه.
وتُعَدّ نسبة الفحوص المرتفعة دليلاً واضحاً على وجود حالة هلع من هذا «الفيروس» بين المستشفيات والأطباء، إذ يشير خليفة إلى أن «القلق يصيب جميع المعنيين بالمعاينات الطبية، فباتوا يرسلون عدداً كبيراً يومياً من العيّنات المشتبه في أنها مصابة بالفيروس لتخضع للفحص المخبري للتأكد من النتيجة، وهذا يرتب كلفة مرتفعة». وهذه المخاوف هي دليل إضافي على مخاوف جدّية من تفشّي أنفلونزا «AH1N1» في الخريف المقبل، ولا سيما أن التقديرات تشير إلى أن ربع اللبنانيين مرجّحون للإصابة بالفيروس، وهذه التوقّعات قد تطلق موجة أكبر من الفحوص ستكون مكلفة. إذ إن احتساب الفحوص لعدد المصابين المتوقع فقط، وهو رقم متفائل جداً، يعني أن كلفة الفحص على وزارة الصحة ستتجاوز 120 مليون دولار، وهذا يتطلب إجراءات إضافية من الوزارة.
وكان خليفة قد أوضح قبل أيام أنه إذا كان «عدد الحالات 30 حالة أو 40 يومياً، فهذا أمر عادي، لكننا لا نريد أن نصل إلى مرحلة يصبح فيها عدد الحالات المصابة يومياً 400 مصاب أو 500»، وبالتالي سترتفع الكلفة اليومية للفحوص وحدها من 3600 دولار إلى 60 ألفاً.
(الأخبار)