حذّر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز من تحول الشرق الأوسط إلى «منطقة نووية خارجة عن السيطرة»، إذا لم يتحقق السلام، فيما شكك مسؤول إسرائيلي في تمسك واشنطن بالعمل على تحقيق وعدها بشأن الحد من المشروع النووي الإيراني
قدّم الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أول من أمس، عرضاً سياسياً لآفاق الوضع في المنطقة، حذر فيه من تضييع «فرصة تحقيق السلام»، تحت طائلة وصول منطقة الشرق الأوسط إلى «نقطة اللاعودة»، المتمثلة بتحوّلها إلى «منطقة نووية خارجة عن السيطرة».
وقال بيريز، أمام وفد من الكونغرس الأميركي يضم أربعين عضواً جمهورياً برئاسة أريك كنتور: «إننا نواجه سؤالين أساسيين: أي نوع من السلام يمكن أن نحقق، وماذا سيحصل إن لم نحقق السلام؟».
واختار بيريز الإجابة عن السؤال الثاني أولاً، مشيراً إلى تحوّل إيران إلى دولة نووية، وداعياً إلى العمل على منع حصول ذلك. وقال: «إني متأكد من أنه لا أحد معني برؤية ذلك. سيكون من الخطأ حصول ذلك».
وعن شكل الاتفاق السياسي، الذي يمكن تحقيقه، دعا الرئيس الإسرائيلي، ضمناً، إلى اعتماد منطق الحل المؤقت بانتظار الاتفاق على الحل الدائم. وأوضح قائلاً: «يجب بدايةً تكريس المواضيع التي يوجد توافق عليها والاستمرار بعد ذلك نحو القضايا التي يصعب الاتفاق عليها الآن».
وقال رئيس الوفد الأميركي، إيريك كانتور، إن هذا هو أكبر وفد من الكونغرس الأميركي يزور إسرائيل، مضيفاً أن أعضاءه جاؤوا حاملين رسالة مفادها أن الكونغرس يدعم إسرائيل ويؤيد حل الدولتين.
من جهة أخرى، قال مسؤول إسرائيلي، لم يكشف عن هويته، لوكالة «رويترز»، إن الحكومة الإسرائيلية اطمأنت للتعهدات الأميركيّة الأخيرة بالحد من البرنامج النووي لإيران، لكنها لا تزال متشككة في تمسك إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالعمل على تحقيق هذا الوعد «مهما كان الأمر».
وأثار الإطار الزمني ونغمة واشنطن في مسعاها لإجراء محادثات مع طهران، بغية إقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية، قلق اسرائيل، التي أعلنت أنها تؤيد الدبلوماسية. لكنها لمّحت أيضاً إلى توجيه ضربات احترازية لخصمها اللدود في ملاذ أخير.
وطُلب من مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن يحدّد حجم الثقة التي يشعر بها الآن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد محادثاته مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي جيمس جونز، اللذين زارا إسرائيل أيضاً الأسبوع الماضي، فقال: «تحسّن قليلاً عمّا كان».
وقال المسؤول الإسرائيلي نفسه: «هناك شعور بأن الإدارة (الأميركية) مستعدة للانتقال من الخطة ألف، وهي التعامل مع إيران، إلى الخطة باء، وهي المواجهة». لكنه أضاف: «هل أنتم (الولايات المتحدة) مستعدون لمواجهة ذلك مهما كان الأمر؟ هذا هو السؤال الذي سيظل مطروحاً».
وكان رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، التابعة للجيش الإسرائيلي، العميد يوسي بايدتس، قد رأى في تقدير للوضع عرضه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أول من أمس، أن «إيران غير مستعدة لمناقشة حقّها في تطوير ما تزعم أنه برنامج نووي مدني على الأراضي الايرانية». ورأى أن «هناك مناخاً دولياً متزايداً للقبول بحقيقة أن إيران قادرة على أن تصبح نووية».
وقال المسؤول الإسرائيلي إنه لا يعلم بوجود خطة أميركية تفصيلية، لكنه توقّع أن تتسارع الجهود التي تقودها واشنطن لتشديد العقوبات أوائل العام المقبل.
(الأخبار، رويترز)