علي حيدرذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، الحصول على وديعة بشأن تجميد البناء في المستوطنات لمدة سنة.
وأكد ميتشل للمسؤولين الإسرائيليين أنه يمكن من خلال هذه الوديعة إحداث اختراق في الجمود في المسيرة السياسية وتغيير مواقف الدول العربية السلبية من مسألة التطبيع مع إسرائيل. ولفت إلى أن الدول العربية ترفض المبادرة للتطبيع إلى حين التأكد من أن تل أبيب ستجمد البناء في المستوطنات. وشدد على الحاجة إلى وديعة بصورة موافقة إسرائيلية على تجميد مؤقت للبناء، كي يستحصل من الدول العربية على تنازلات مشابهة.
ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي في القدس المحتلة قوله إن نتنياهو وباراك لم يرفضا طلب ميتشل الحصول على وديعة، لكنهما اختلفا معه على مضمون الوديعة في نقاط عديدة: مدة التجميد، حيث يطالب ميتشل بتجميد لمدة سنة فيما توافق إسرائيل على تجميد الاستيطان لمدة ستة أشهر؛ تريد إسرائيل الحصول على تعهد أميركي بالتوصل إلى تفاهمات جديدة حول البناء في المستوطنات بعد انتهاء مدة التجميد؛ وتسعى للحصول على تعهد بإتاحة المجال لإتمام بناء كل الوحدات السكنية التي هي في طور التشييد (2500 وحدة سكنية)، ولكن ميتشل معنيّ بتقليص هذا العدد.
ومن المتوقع أن تواصل الولايات المتحدة وإسرائيل بحث موضوع تجميد الاستيطان في الأسابيع القريبة، حين سيلتقي نتنياهو وميتشل في لندن في السادس والعشرين من آب الجاري. وأفادت تقديرات أدلى بها مصدر سياسي رفيع المستوى في تل أبيب بأن الجانبين سيتوصلان على الأرجح إلى تفاهمات بشأن تجميد الاستيطان في نهاية جولة المباحثات.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الأميركيين طرحوا مسألة الوديعة خلال اجتماع مبعوثي الرباعية الدولية، الذين التقوا يوم الجمعة الماضي في القدس المحتلة. وقال نائب ميتشل، دايفيد هيل، في الاجتماع، إن الإدارة الأميركية تحاول تحقيق وديعة مشابهة من الدول العربية أيضاً.
في المقابل، لم يعلق وزير الدفاع إيهود باراك، خلال مقابلتين مع إذاعتين إسرائيليتين، على ما أوردته «هآرتس» في هذا المجال، لكنه قال إن «أي محاولة للتوصل إلى تفاهمات» مع واشنطن حول وقف البناء في المستوطنات تجري في إطار جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما لإقناع الدول العربية بالانفتاح على إسرائيل وإحياء محادثات السلام.
إلا أن ناطقاً باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية قال، رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، إنه «ليس على علم بالمعلومات» التي نشرتها «هآرتس». ووصف هذه المعلومات بأنها «مجرد تكهنات إعلامية».