تفاقمت أزمة تقنين الكهرباء في الفترة الأخيرة ما استدعى من المتضررين الاحتجاج على ما يحصل بالتظاهر حيناً، وبالانتقاد أحياناً. ففي النبطية، كان التقنين في المياه والكهرباء حافزاً لاعتصام في ساحتها بمشاركة رئيس البلدية مصطفى بدر الدين، الذي طالب بمساواة النبطية بغيرها من المدن، وزيادة ساعات التغذية بالكهرباء التي وصلت إلى 6 ساعات تغذية و6 ساعات تقنين، مهدداً بأن الأهالي سيمتنعون عن دفع فواتير الكهرباء إذا لم تلبَّ مطالبهم. وأعلن النائب ياسين جابر تأييده لمطالب أهالي النبطية، مشيراً إلى متابعة الموضوع مع المسؤولين. وفي صيدا نقل مراسل «الأخبار» خالد الغربي معاناة سكان زاروب النجاصة والبوابة الفوقا وأحياء أخرى تنتقد بطريقة قاسية المسوؤلين: «وينو السنيورة وينو؟»، «حاكمك ظالمك لمين بتشكيه»... ويوجّه هؤلاء «لسعات الحب» أيضاً إلى مختلف القوى السياسية، فالمعاناة التي يشعر بها المواطن تتزايد من اتساع رقعة تقنين الكهرباء، أو ارتفاع عدد الليالي التي تمر بلا كهرباء.
ويقول محمد وهبي: «شُوينا أمس كالفروج»، لكن محمد لم يعلم بعد أن التقنين سيتفاقم جراء أعطال طرأت على معمل الزهراني، فيصدمه الخبر: «شو هالخبرية، يعني فوق الدكة شرطوطة».
وتعاني الأحياء الشعبية في مدينة صيدا تقنيناً حاداً، يضاف إليه امتناع أصحاب المولدات الخاصة عن توفير التغذية خلال ساعات الليل، وهذا ينعكس أضعافاً في شهر آب: «نموت ألف موت حتى يطلع علينا الصباح»، تقول منى المجذوب ربة المنزل في حي التعمير الشعبي. وتشير إلى «الخسائر التي تتكبّدها جراء إتلاف الطعام نتيجة انقطاع الكهرباء». وأزمة الكهرباء تستولد أزمة انقطاع المياه، إذ تتوقّف محطات ضخ المياه عن العمل!
(الأخبار)