خاص بالموقعمحمد بدير
ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، يعتزم القيام الشهر المقبل بجولة أفريقية على غرار الجولة التي قام بها إلى أميركا اللاتينية قبل أسبوعين. وأشارت الصحيفة إلى أن الجولة التي ستشمل كلاً من إثيوبيا وأنغولا ونيجيريا وأوغندا وكينيا، تأتي في سياق إعادة الاهتمام الإسرائيلي بالقارة السوداء، وهو اهتمام تراجع كثيراً منذ الستينيات.

ونقلت الصحيفة عن ليبرمان قوله إن «هدف زيارتي هو إبراز الوجود الإسرائيلي في أفريقيا، مضيفاً: «أريد أن أقول للقادة الذين سألتقي بهم إن أفريقيا هامة لإسرائيل، ومن المحظور إهمالها، وخصوصاً بسبب مساعي دول مثل إيران للتأثير هناك وترسيخ مكانتها».

وكان ليبرمان قد زار أخيراً كلاً من البرازيل والأرجنتين والبيرو وكولومبيا، معلناً أن زيارته تهدف إلى الحدّ من النفوذ الإيراني المتنامي في القارة اللاتينية.

ومن المعلوم أن دولاً أفريقية، وخصوصاً تلك المطلة على القرن الأفريقي، مثل إثيوبيا وكينيا والسودان، تكتسي أهمية استثنائية من الزاوية الجيواستراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل، وذلك لكونها تشرف على مسارات الإبحار نحو خليج «إيلات» الإسرائيلي ولقربها من مصر واليمن والسعودية.

ورأى ليبرمان أن الجولة الأفريقية المزمعة، وهي الأولى من نوعها لوزير خارجية إسرائيلي منذ خمسين عاماً، ستوفّر دعماً سياسياً للأنشطة السياسية والاقتصادية القائمة أصلاً بين إسرائيل والدول الأفريقية. وبحسب الصحيفة، فإن هذه الأنشطة ترتبط بتصدير السلاح وببعض المشاريع ذات الطابع المدني في الزراعة والإعلام والبنى التحتية والماس.

وأشار مراسل الشؤون الاستخبارية في «هآرتس»، يوسي ميلمان، إلى أن بداية هذه الأنشطة تعود إلى فترة الستينيات، حين استغلت إسرائيل علاقاتها الاقتصادية مع الدول الأفريقية واستفادت من صناديق استثمارية سرية تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية «لتوطيد الوجود الهام لممثلي الموساد في أرجاء القارة السوداء».

وكشف الكاتب أن «الاعتبار الأمني كان مبرراً لعناصر الموساد والمستشارين العسكريين في الجيش الإسرائيلي للتدخّل في الشؤون الداخلية للأنظمة الأفريقية. وترددت أسماء بعض هؤلاء في تقارير مختلفة لكونهم متورطين في انقلابين في أوغندا وزينجبار، أو كمن كانوا على الأقل يعلمون بأمرهما قبل حدوثهما».

كذلك أشار ميلمان إلى مشاركة إسرائيلية ضمنية، عبر بيع السلاح وتقديم الاستشارات العسكرية، في حروب مدنية شهدتها دول أفريقية هي أنغولا وليبيريا وسيراليون وساحل العاج، إضافة إلى دعم أنظمة ديكتاتورية مثل غينيا بيساو وجمهوريتي الكونغو.

وكشف الكاتب عن صفقة وقعت أخيراً بين شركة «أحواض سفن إسرائيل» ووزارة الدفاع النيجيرية لإمدادها بسفينتي دورية من طراز «شلداغ»، مشيراً إلى أن قيمة الصفقة تبلغ 25 مليوناً، وبموجبها زُودت البحرية النيجيرية بواحدة من السفينتين حتى الآن، على أن تُزوَّد بالثانية مستقبلاً.

وخضعت طواقم نيجيرية للتدريب على استخدام السفينة في إسرائيل. وتلقت استشارة إضافية من مدربين إسرائيليين على الأراضي النيجيرية.

وللدلالة على طغيان البعد الأمني في جولة ليبرمان المزمعة، أفادت «هآرتس» بأن الأخير يعتزم ضم عشرات رجال الأعمال إلى وفده وغالبيتهم من تجار السلاح والمستشارين العسكريين وممثلي الصناعات العسكرية.