تستمرّ المصارف اللبنانيّة بتسجيل الأرباح القياسيّة، ومثلما اتضح في الفترة الأخيرة بلغت أرباح العمالقة الثلاثة بينها خلال النصف الأوّل من العام الجاري 335 مليون دولار، فيما أرباح المصارف في المنطقة تتراجع بسبب تداعيات الأزمة الماليّة.هذه النتائج الثابتة المحقّقة في لبنان سببها الأساسي طبيعة عمل تلك المصارف ومصادر أرباحها، إضافة إلى عدم تأثّرها بهامش كبير بالأزمة الماليّة العالميّة. ومن المفيد جداً إلقاء الضوء على المؤشّرات الأساسيّة المرصودة في البنوك الثلاثة الكبرى وفقاً للأرقام التي نشرتها أخيراً.
أرباح «بنك لبنان والمهجر» («بلوم») و«بنك عودة» و«بنك بيبلوس» نمت بنسبة 5.8% و1.8% و3.1% على التوالي في النصف الأوّل من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من عام 2008. أمّا معدّل الربحيّة إلى رأس المال (ROAE) فقد بلغ 19.73% و14.34% و13.68% على التوالي.
وهذا المعدّل يوضح مستوى المردود المحقّق مقارنة بمتوسّط رأسمال المصرف، وهو طبعاً كلّما ارتفع كان أداء المصرف أكثر إيجابيّة.
من جهة أخرى تُظهر دراسة الأداء مقارنة بالموجودات، أنّ نسبة المردود على متوسّط الموجودات لدى «بلوم» بلغت 1.48% فيما سجّل «عودة» و«بيبلوس» 1.24% و1.07% على التوالي.
وبحسب القياس التقليدي يتّضح أنّ نسبة الكلفة على الدخل (ما تمثّله الأكلاف من المردود) لدى «بلوم» بلغت 38.86% لترتفع إلى 47.41% لدى «عودة» و49.07% لدى «بيبلوس».
وعموماً بلغت موجودات القطاع المصرفي اللبناني 103 مليارات دولار بنهاية النصف الأوّل من العام الجاري مرتفعة بواقع 15 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
تجدر الإشارة إلى أنّ القطاع المصرفي في لبنان شهد نمواً في ودائعه نتيجة طبيعة عمله المحافظة حتمياً ومنطقياً، فيما تراجعت الثقة في البيئة المصرفيّة العالميّة.
(الأخبار)