«القطاع الصحي في لبنان، ولا سيما المستشفيات، حوّل نفسه إلى دكاكين تجارية على الطريقة اللبنانية، لا همّ لها إلا مراكمة الأرباح الفاحشة على نحو مشروع وغير مشروع على حدّ سواء، فالوسائل غير مهمّة أمام هدف جني المال، ولو أدّت هذه الوسائل إلى إنهاء حياة إنسان»... هذا هو واقع الحال الذي لا يمكن حجبه أبداً ما دام كل يوم تطالعنا الأخبار بتهديدات يطلقها ممثلو هذا القطاع تطال صحّة الناس وقدرتهم على الحصول على الخدمات الصحية الضرورية، وما دامت الأخبار تطالعنا يومياً أيضاً بمسارات «درب الجلجلة» التي يسلكها المصاب أو المريض الفقير في حالته الحرجة قبل أن يقبل مستشفى باستقباله. فكم من الناس ماتوا، أو كادوا، على أبواب المستشفيات!لقد حذّرت وزارة الصحّة منذ يومين من إجراءات فسخ العقود مع كل مستشفى يرفض استقبال الحالات الطارئة، ولوّح بيان صادر عن الوزارة باللجوء إلى القضاء المختص، إذا تكررت الشكاوى من رفض بعض المستشفيات هذه الحالات بحجج وذرائع لا يجيزها القانون والعقود المبرمة. وأمس، أعلن وزير الصحّة محمد جواد خليفة أن الوزارة أوقفت منذ يومين التعاقد مع ثلاثة مستشفيات «لسبب بسيط، هو أنّ في لبنان مستشفيات مهمة ومميزة، لكن لن ندع قلة من العاملين في القطاع الصحي، سواء أكانوا أطباء أم مستشفيات، أن تشوّه هذا النظام تحت شعار نقابي، ولا تحت ضغط مطلبي». وأشار خليفة إلى «أن بعض المستشفيات تريد أن توهم المواطن بأن الدولة لا تدفع مستحقاتها، فيما وزارة الصحة تدفع مستحقات المستشفيات بأسعار ممتازة، قبل قطاع التأمين الخاص، أي بفترة لا تزيد على ثلاثة أشهر من تسلم الملف الطبي»، وقال غاضباً: «نقول لهؤلاء إن وزارة الصحة ليست بحاجة إلى مستشفيات للتعاقد معها، وكل مَن لا يريد التعاقد مع وزارة الصحة ما عليه سوى كتابة عبارة «إنني غير راغب في التعاقد مع وزارة الصحة»، وفي اليوم الثاني نلغي العقد معه».
وقال خليفة إنه بدأ مع نقيب الأطباء ونقابة المستشفيات بالنظر إلكترونياً في كل المخالفات التي تؤدي إلى الاعتداء على المال العام والحصول على أموال ليست مستحقة، وسيُعاقَب بعض المرضى الذين يدخلون المستشفيات في حالات غير مبررة. على الرغم من هذا الكلام الواضح الصادر عن وزير الصحّة، يصرّ رئيس نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، على تصوير الأمر، كما لو أنه حالات فردية ثانوية. فقد قال في حديث إذاعي أمس «إن تحذير وزارة الصحة بفسخ العقود مع المستشفيات، هو تدبير احترازي جاء على خلفية حادثين منعزلين، وليس شيئاً منتشراً».
(الأخبار)


أكبر مؤسسة استشفائية

قال وزير الصحة محمد جواد خليفة إن وزارة الصحة أصبحت في فترة ثلاث سنوات أكبر مؤسسة استشفائية، إذ هناك 22 مستشفى حكومياً قادرة على استيعاب 150 ألف حالة استشفائية من أصل 250 ألفاً تغطيها وزارة الصحة. ورأى «أن النظام الصحي بحاجة إلى تمويل واستخدام للموارد على نحو ثابت»