علاء العليوانطلقت المباراة. أحمد ابن أبو صالح يمرر الكرة إلى حسن الحسن. يرقّص حسن الطابة بقدميه الحافيتين، ثم يرفعها إلى محمد ابن ميرفت. يتلقاها محمد بصدره ثم ينزلها إلى الأرض، يضربها بالحائط فترد من خلف علي الأحمد. يرتفع صراخ الصبية، فتخرج الحاجّة أم أحمد من البوابة قائلة: «الله يرضى عليكم عمكم أبو أحمد مريض، بلا صراخ». يجيبها وائل: «حاضر يا حجة». ثم يصرخ برفاقه: «وطوا صوتكم شوي». تتمتم الحاجّة: «ما فيكم فايدة». تغلق البوابة بيأس ويواصل الصبية لعبهم. يمر بهم شاب آتٍ من خارج المخيم، يتعجب من ألوان القمصان التي يرتدونها، فيستحيل عليه معرفة من يلعب ضد من؟ يرفع وائل الطابة ويقذفها باتجاه المرمى متمتعاً بقوة من حذاء يرتديه، متميزاً عن رفاقه أولاد مملكة الحفّايات. فقد قرر معظمهم خلع ما بأقدامهم واللعب حفاة. تتجه الطابة صوب تلة حجارة صممها الصبية لتكون المرمى. يختلفون في ما بينهم إن كانت هدفاً أو لا . يحتدم النقاش فيمسك أحمد بكنزة وائل، فيتدخل محمد ابن ميرفت مستنداً إلى جثته القوية: «تعملوش زي فتح وحماس. تبهدلوناش زي ما بهدلونا الله يبهدلهم كبروا عقلاتكوم» . ثم يتدخل حسن الحسن مقترحاً حلاً» بقوله: «إيش رأيكم نلعب بنالتي؟» تعجب الفكرة وائل، فيعلّق قائلاً: «حلوة فكرتك يا أبو الأفكار»، ويوافق عليها الجميع. يتراجع وائل لخطوات ثم يركض ضارباً الكرة مع صراخات فريقه «غووووول». وقبل أن تنتهي صرخاتهم، يضع الجميع أيديهه على رؤوسهم كمن يرى مصيبة تحصل دون القدرة على إيقافها، لقد وقعوا في المحظور ووصلت الطابة إلى منزل أبو الوليد، الرجل الغاضب من كل شيء، الذي كان يحذّرهم مراراً «يا أولاد العرصات إذا بعد بيجي لعندي الفوتبول بدي ابعطوا». يفتح باب منزل أبو الوليد فيتراجع الصبية إلى الخلف، لكنهم يفاجَأون بالطابة بين يدي أم الوليد. يتقدم حسن أبو الأفكار، «وبرحمة أبو عمار والشيخ أحمد ياسين هيدي آخر مرة». تبتسم العجوز: «ولى ما تحلفش، مش رح تكون آخر مرة، بس شو؟ بنبعتكم تلعبوا بإيطاليا؟». يجيبها الفتى: «بس أكبر رايح ألاعب الطليان وأجيب كأس العالم أعلقوا بأول الزاروب». ترمي لهم أم الوليد الطابة: «يا فرحتي فيكم». يواصل الصبية اللعب طابة من هنا وطابة من هناك، رمية وصرخة. تنتهي المباراة حين يقرر أحمد ابن أبو صالح العودة إلى المنزل، فهو من يمتلك الطابة. يزهو وائل بين رفاقه. فقد أحرز ثلاثة أهداف، وحقق الفوز لفريقه (4ـــــ2). لكن ابن ميرفت يذكره: «هاديك السنة ما كنت تفرح ولا مرة بغول، بس صباطك يا حبيبي هوي يلي ربحك، على كل حال عمي راح يجي من ألمانيا ورايح أخلي يشتريلي صباط، وساعتها بفرجيك كيف اللعب».