بطء في عمليّة الاقتراع وتوقّع «مفاجآت» والنتائج تصدر اليوم... والغزيّون يصوتون عبر الهاتفبيت لحم ــ الأخبار
المؤتمر السادس، دخل أمس يومه السادس. وقد افتتحت صناديق الاقتراع للجنة المركزية والمجلس الثوري بعد طول عناء. تلك الانتخابات التي تأخرت عن موعدها بعدما منعت حركة «حماس» أعضاء «فتح» من الوصول إلى بيت لحم، ما أضفى حالةً من الارتباك على أجواء المؤتمر. لكن بعد عصر أمس كانت نهاية الأزمة الانتخابية، فبعد تقديم الترشيحات والطعون والانسحابات، فتحت لجنة الانتخابات صناديق الاقتراع بعد العصر، وقد بلغ عدد المرشحين نحو 95 للمركزية، و617 مرشحاً للمجلس الثوري.
وكان المؤتمر قد اتخذ قراراً بزيادة عدد أعضاء اللجنة المركزية من 21 إلى 23، ينتخب المؤتمر منهم 18 عضواً، إضافة إلى الرئيس محمود عباس أبو مازن، وتبقى أربعة مقاعد شاغرة يتم تعيينها بموافقة ثلثين من اللجنة المركزية. كما يبلغ عدد أعضاء المجلس الثوري 120 عضواً، سينتخب المؤتمر منهم 80 عضواً، ويخصص 20 مقعداً للأسرى، و20 يتم تعيينهم بموافقة الثلثين.
وقد تحولت قاعة المؤتمر الكبرى في مدرسة «تيراسنطة» في بيت لحم، من قاعة مؤتمرات إلى محطة انتخابية، فيها 10 مراكز اقتراع، وفي كل نقطة صندوقان ومراقبان، صندوق للمركزية وآخر للثوري. وقسّم أعضاء المؤتمر إلى عشر مجموعات، يتم دعوتهم بحسب المجموعة بمكبر الصوت. ويجلس المقترع على كرسي بجانب مكتب، مفصول بحاجز عمن يجلس بجانبه، ويختار من يريد انتخابه. «عملية منهكة تستغرق وقتاً»، قال أحد المقترعين. من بعدها، يتم تسليم ورقة التصويت إلى الصندوق، حيث يختم هناك.
التصويت يجري ببطء شديد، وثمة من يقول إن وقت تصويت الفرد قد يصل أحياناً إلى 20 دقيقة. وبسبب طول فترة الانتخاب، تقرر إبقاء العملية حتى ما بعد منتصف الليل، على أن تظهر النتائج اليوم الاثنين.
أما بالنسبة إلى غزة، فقد تم التوصل إلى حل للإشكالية، إذ صوّت أعضاء غزة الـ 330 الموجودين في القطاع عبر الهاتف. وقالت التصريحات الرسمية الصادرة عن المؤتمر، إنّ التصويت لأعضاء غزة افتتح بالتزامن مع التصويت في بيت لحم، إلا أنّ مصادر مطلّعة قالت لـ«الاخبار» إنّ أعضاء غزة صوّتوا قبل الأعضاء في بيت لحم.
على مقربة من مركز المؤتمر، وزّع عدد من الشبان قمصاناً تحمل صورة الأسير مروان البرغوثي، المرشح للجنة المركزية، كتب عليها «لم أستطع مشاركتكم، لكن قلبي معكم».
كانت «التيراسنطة» ضاجّة بفعل الانتخابات، والأمن شديد للغاية. كانت القاعة الكبرى محكمة الإغلاق، والمرشحون والأعضاء يدورون خارجها: تجمعات، وقوائم مقترحة تحمل أسماء المرشحين، منها مثل بطاقات تعريف للمرشح ومنها قوائم يقترحها البعض على البعض الآخر من أجل التصويت للثوري والمركزية.
حاولت «الأخبار» تقصّي التوقعات، لكن كثيرين يتوقعون «مفاجآت» من دون أن يعرفوا ماذا ستكون تلك المفاجأت: «لا أحد مضمون، ولا أحد يستطيع أن يتوقع شيئاً، ولكن ستكون مفاجآت»، قال أحد المرشحين. وهذه هي الأجواء فعلاً في المؤتمر، وخصوصاً أنه ينعقد لأول مرة منذ عشرين عاماً، في وقت لا يمكن فيه معرفة المحصلات والتحالفات ومن يدعم من.
وكان المؤتمر السادس لحركة «فتح» قد أقرّ السبت بالإجماع إبقاء الرئيس محمود عباس «قائداً عاماًَ للحركة». وقال رئيس المؤتمر السادس، عثمان أبو غربية، بعدما اقترح التصويت على الموافقة على أن يكون عباس رئيساً للجنة المركزية، «أعتبر هذا الوقوف من الجميع، وهذا التصفيق الحاد قبولاً للاقتراح بالإجماع».
بدوره، خاطب عباس الحضور، إثر نقاشات حادة شهدتها الساحة الفلسطينية بشأن أحقية من يكون عضواً في المؤتمر، «ليس كل من حضر المؤتمر يستحق، وليس كل من لم يحضر لم يستحق». ووجه رسالة إلى العالم وقال «نريد أن نقول للعالم إن فتح صاحبة المشروع الوطني وصاحبة الرؤية الحقيقية الموضوعية»، مضيفاً أن «فتح رقم صعب لا يقبل القسمة، واليوم لدينا انطلاقة جديدة كان البعض يقول إنها انتهت عندما كانت تصل إلى حافة الهاوية، لكنها كانت تعود أقوى مما هي عليه».
وعاد عباس ودعا فاروق القدومي، الذي لم يحضر، للمشاركة في مؤتمر فتح لرفضه عقد المؤتمر في الأراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي. وقال «نقول لأخينا أبو اللطف نحن بشر، وكلنا نخطئ ونصيب. أنت تبقى أخانا. عاشت فتح، عاشت فلسطين، عاشت منظمة التحرير الفلسطينية، المجد والخلود للشهداء والتحرير للأسرى».