القاهرة ــ الأخباركشفت مصادر مصرية لـ«الأخبار»، أمس، أنّ الرئيس حسني مبارك حذر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من مغبة القيام بأي عمل عسكري جديد ضد حزب الله أو حركة «حماس»، وذلك في اتصال هاتفي أجراه معه «بيبي». ونقلت مصادر مصرية عن مطّلعين على أجواء الاتصال، الذي تمحور حول «سبل كسر جمود عملية السلام» بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الحكومية، أنّ مبارك دعا نتنياهو إلى ضبط النفس وعدم اتخاذ أي رد فعل عسكري من شأنه إعادة التوتر إلى المنطقة وتهديد المساعي السلمية المبذولة لتحقيق السلام.
وتأتي دعوة مبارك غداة إعلان نتنياهو، أمس، أن تل أبيب «لن تسمح بتعرّض بلداتها لأي اعتداء صاروخي مهما كان حجمه أو نوعه»، وأن «كل صاروخ (يسقط على الأراضي المحتلة) سيلاقي ردّاً لا يقبل التأويل بحيث يفهم العدو سياسة إسرائيل ورسالتها».
ويسبق هذا الاتصال زيارة ينوي مبارك القيام بها في الثامن عشر من الشهر الجاري إلى واشنطن، يلتقي خلالها نظيره الأميركي باراك أوباما في إطار «دفع عملية السلام المتعثرة في المنطقة».
وسيكون لقاء مبارك وأوباما المنتظَر، الثالث بينهما، إذ كان أول اجتماع في القاهرة يوم 4 حزيران الماضي، والثاني في 9 تموز في جزيرة لاكويلا الإيطالية على هامش قمة الدول الثماني.
وفي السياق، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أن الولايات المتحدة «تحقّق تقدماً في تكوين رؤيتها لإحياء عملية السلام، وتسعى إلى الحصول على تعهدات» من الأطراف كافة. وقال للصحافيين إن مصر «تستشعر أن الولايات المتحدة تحقق قدراً من التقدم في جهودها، وتحاول الحصول على تعهدات وتأكيدات تخدم الرؤية التي ستُطرَح».
وعن زيارة مبارك لواشنطن، أعلن زكي أن توقيتها «هام للغاية»، وخصوصاً أنّ الرؤية الأميركية لعملية السلام في الشرق الأوسط لم تُعلَن بعد. وأوضح أنه «عندما تعلن أميركا رؤيتها قريباً، سيكون لمصر إسهام كبير في الأفكار الأميركية لمصلحة السلام المبني على العدل»، مشدداً على أن بلاده لا تريد «فرض رؤية على أي طرف».
وذكّر زكي بأنّ الحديث عن الإطار الزمني «متداول به منذ 17 عاماً، أي منذ مؤتمر مدريد، وهو أمر لم يعد مقبولاً حتى في المجتع الدولي»، مشيراً إلى أن «الإطار الزمني العملي أمر مطلوب»، موضحاً في الوقت نفسه أن الحديث حالياً هو عن انسحاب كامل وشامل بعد عملية تفاوضية تحدّد كل التفاصيل المطلوبة. واعترف بأنّ الربط بين جهود السلام والوضع الفلسطيني الداخلي في ظل استمرار الانشقاق، «فيه قدر من الصحة، لكن ليس صحيحاً بالمطلق لأن الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس هو المفوّض إليه في المفاوضات».