أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في بيان لها أمس، أن «الجيش الإسرائيلي قتل 11 مدنياً فلسطينياً كانوا يلوّحون بالعلم الأبيض، وذلك إبان هجومه على قطاع غزة في كانون الأول الماضي». وبحسب التقرير السادس للمنظمة، المؤلف من 63 صفحة والمرتكز على شهادات وفحوص طبية، فإن الجنود الإسرائيليين «قتلوا في سبع حوادث منفصلة، 11 مدنياً فلسطينياً، بينهم خمس نساء وأربعة أطفال، وجرحوا ما لا يقل عن ثمانية أشخاص كانوا يرفعون الأعلام البيض».وأشارت المنظمة إلى أن «هؤلاء المدنيين كانوا في مجموعات ولوّحوا بقميص أو وشاح. ولم يكن أي مقاتل فلسطيني موجوداً في المحيط»، داعيةً الجيش الإسرائيلي إلى «فتح تحقيق بعمليات القتل هذه».
وأوضح بيان المنظمة أن «المدنيين الـ 11 لم يكوّنوا درعاً بشرية لحماس، ولم يكونوا ضحايا تبادل إطلاق نار»، مضيفاً إنه «في أفضل الأحوال، لم يتخذ الجنود الإسرائيليون الإجراءات الواجبة لتمييز المدنيين عن المقاتلين قبل إطلاق النار، وهو ما تفرضه قوانين

نتنياهو يرى أن الهبات السعودية للمنظمة تثير تساؤلات بشأن التقرير

الحرب. وفي أسوأ الأحوال، فإنهم (الجنود) هاجموا مدنيين عمداً، وهم بالتالي مسؤولون عن جرائم حرب». وتابعت المنظمة أن «هذا العدد يمثل جزءاً صغيراً من المدنيين الفلسطينيين الذين أصيبوا وقتلوا. لكن لهم وضع خاص لأنه في كل حالة كان الضحايا يقفون أو يمشون داخل سيارات تتحرك ببطء مع مدنيين عزّل آخرين، وكانوا يحاولون توضيح أنهم من غير المقاتلين من خلال رفع رايات بيضاء». ومضت تقول إن «كل الأدلة المتاحة تشير إلى أن القوات الإسرائيلية كانت تسيطر على المناطق المعنية، وأنه لم يدُر أي قتال هناك في ذلك الوقت، ولم تكن هناك قوات فلسطينية تختبئ بين المدنيين أو تستخدمهم دروعاً بشرية».
كما قالت «هيومن رايتس ووتش» إنها «لم تتلقّ رداً على أسئلة تفصيلية أرسلتها إلى الجيش الإسرائيلي عن مزاعم بقتل جندي طفلتين بالرصاص في السابع من كانون الثاني (الماضي)». وأضافت «كان هناك امرأتان وثلاث بنات يقفن أمام منزلهن بعدما أمرهن جندي إسرائيلي بالخروج. وكانت ثلاث منهن على الأقل يرفعن قطعة قماش بيضاء عندما فتح جندي قرب دبابة النار ما أدّى إلى مقتل طفلتين عمرهما عامان وسبعة أعوام، وإصابة الطفلة الثالثة وجدتّهن».
في المقابل، شكّك متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في وقائع التقرير، مدعياً أنه «يستند إلى شهادات عدد من الفلسطينيين لم تثبت صدقيتهم». وقال إن «حماس استخدمت فلسطينيين يلوّحون براية بيضاء لشن هجمات والاحتماء من نيران جنودنا»، مضيفاً إن «مجرد التلويح براية بيضاء لا يضمن الحماية تلقائياً، لذلك أجيز لهم القضاء على أي تهديد إذا مثّل شخص يلوّح بعلم أبيض خطراً عليهم». بدوره، قال الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مارك ريغيف، إن «الهبات التي تتلقّاها «هيومن رايتس ووتش» من السعودية وحكومتها المتشدّدة، تثير تساؤلات كبرى بشأن موضوعية التقرير.
(أ ف ب، رويترز)