اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين عناصر من «حماس» وفصيل «جند الله» في مدينة رفح الفلسطينية، بعدما أعلن زعيمه عبد اللطيف المقدسي بذل مساعٍ لترسيخ قواعد شرعية لإقامة «إمارة إسلامية» في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية
غزة ــ قيس صفدي
قُتل 7 فلسطينيين وجرح 58 آخرون في اشتباكات بين شرطة حركة «حماس» وفصيل «جند أنصار الله» المتشدد، الذي أعلن أمس من مدينة رفح قيام «إمارة إسلامية»، بحسب مصادر طبيّة لوكالة «أسوشييتد برس»، مشيرة إلى أن بين القتلى قياديّاً في «كتائب عز الدين القسّام». وأوضح المدير العام لدائرة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية المقالة، معاوية حسنين، أن الاشتباكات دارت حول مسجد النور في رفح «بين عناصر مسلحة خارجة عن القانون وعناصر الشرطة»، فيما أفاد شهود بأن الاشتباكات اندلعت عندما هاجمت «حماس» المسلحين المتحصنين داخل المسجد عقب إعلان زعيم هذه الجماعة السلفية، عبد اللطيف موسى الملقب بـ«أبو النور المقدسي» قيام «إمارة إسلامية».
وأعلن المقدسي، أمس، بذل مساعٍ لترسيخ قواعد شرعية لإقامة «إمارة إسلامية» في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية انطلاقاً من مدينة رفح أصغر مدن القطاع، فيما شنّ هجوماً لاذعاً على حركة «حماس»، التي وصفته بأنه مصاب «بلوثة عقلية».
وقال موسى، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في مسجد ابن تيمية الذي يقف وراء بنائه قرب منزله في مدينة رفح، وهو المعقل الرئيسي للجماعة السلفية، «بعد توكلنا على الله وأخذنا بأسباب النصر والتمكين نعلن في بيان رقم واحد عن ولادة المولود الجديد وهو الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس».
وأضاف موسى، وهو طبيب، أن الجماعة السلفية ستقيم هذه الإمارة في حدود قطاع غزة في مرحلة أولى «ولو على أجسادنا وأرواحنا». وشدد على أن «الإمارة ستقام فيها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية وتعيد للحياة في قطاع غزة طعمها». ووزع أنصار الجماعة السلفية خلال الخطبة كتيباً صغيراً يتحدث عن عقيدة تنظيم «القاعدة» العالمي ومنهجه، وأفكار السلفية الجهادية.
كذلك وجه موسى نداءً إلى جميع النشطاء المسلحين «المخلصين» في الفصائل الفلسطينية المسلحة، بمن فيهم «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، بالتوجه إلى المسجد وإعلان ارتباطهم بالقيادة العسكرية التابعة للجماعة السلفية وأن يكونوا دعماً وسنداً لها. ولفت إلى أن عناصر من الحركة انضموا أخيراً إلى الجماعة السلفية بسبب ابتعاد حركتهم عن تنفيذ الشريعة الإسلامية.
وهاجم موسى بشدة «حماس» والحكومة المقالة التابعة لها لعدم تطبيقها الشريعة، محذراً إياها من أي محاولة للمساس بالجماعة السلفية. وقال: «نقسم بالله العظيم إذا وصل بهم الأمر بأن يبغوا ويعتدوا علينا ويستحلوا دماءنا وأموالنا ويرمّلوا نساءنا فسنعاملهم بالمثل». وأضاف: «يا حكومة وحركة «حماس» إما أن تطبقوا شرع الله، وإما أن تتحولوا إلى حزب علماني تحت مظلة الإسلام». وفي أول رد فعل على خطبة موسى، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس»، إيهاب الغصين، إن «عبد اللطيف موسى أعلن قيام إمارة إسلامية، ويبدو أنه أصيب بلوثة عقلية». وهدد بملاحقة واعتقال «أي مخالف للقانون وحامل للسلاح لنشر الفلتان»، وهو سرعان ما ترجمته «حماس» بالهجوم الذي شنته على معقلهم، على الرغم من نفي رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، في وقتٍ سابق أمس ما سماه «المزاعم» الإسرائيلية عن دخول مقاتلين من جماعات إسلامية سلفية متشددة إلى غزة، وتأكيده أنه «لا يوجد على أرض قطاع غزة مثل هذه التنظيمات والمجموعات، ولا يوجد على أرض غزة إلا أهلها، وهم ليسوا بحاجة إلى رجال».