strong>خفّت أمس حدّة المواجهات التي اندلعت قبل خمسة أيام بين القوات الحكومية اليمنية وأتباع عبد الملك الحوثي في محافظة صعدة، بالتزامن مع اتهامات رسمية للحوثيين بالقيام بأعمال اختطاف ونهب وقتل
في اليوم الرابع للمعارك بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين، ساد أمس هدوء مشوب بالحذر معظم المناطق في محافظة صعدة، في وقت اتهم فيه محافظ المدينة حسن المناع المتمردين الحوثيين باختطاف 15 من موظفي الإغاثة. وقال المناع إن أتباع عبد الملك الحوثي خطفوا أول من أمس أطباء وممرضين ومسؤولين وإداريين يعملون في الهلال الأحمر من مخيم العند للنازحين. وادعى أن المتمردين نهبوا مكتب الزراعة في مديرية العند، وقتلوا أربعة من شيوخ قبيلة العزل و15 مواطناً، بينهم نساء وأطفال. وأشار إلى أن المتمردين سبّبوا نزوح نحو 17 ألف أسرة من ديارها منذ اندلاع المعارك.
في المقابل، اتهم مكتب عبد الملك الحوثي، في بيانٍ، «السلطة بقطع الهواتف في المحافظة لعزلها عن العالم، ولكي لا يعلم العالم بما يرتكبه هذا النظام من حرب إبادة بحق المدنيين»، إلا أن المواقع الإخبارية أشارت إلى إعادة وصل الخطوط في وقتٍ لاحق.
وأدت معارك الأمس، التي تركزت في جنوب صعدة قرب حدود محافظة عمران، إلى مقتل جنديين و16 «متمرداً»، وفقاً لما أعلنه مصدر أمني، رفض الكشف عن اسمه. وبحسب المصدر، فإن الجيش استخدم مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الطيران لضرب المتمردين.
وأثارت الحرب المتجددة ردود فعل محلية ودولية. وأصدر الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي سالم البيض، بياناً عبّر فيه عن قلقه الكبير «من العدوان الهمجي الذي شنته القوات المسلحة لنظام صنعاء على إخواننا المواطنين في صعدة، والذي استهدف المدنيين والأبرياء الآمنين في بيوتهم».
ودان البيض عدم مراعاة «نظام الاحتلال في صنعاء» في توقيته للحرب السادسة حرمة شهر رمضان. ورأى أن «شنّ هذا العدوان الآثم في صعدة، إنما يثبت للعالم أن وجود الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في السلطة قد بات قائماً على فناء المواطنين في صعدة وفي الجنوب معاً، وأنه بات نظاماً هشاً قائماً على إدارة الأزمات بالأزمات». وطالب «الدول المحيطة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والجامعة العربية، بالعمل على كل ما من شأنه ردع هذا النظام الغاشم». كذلك حثّ منظمات حقوق الإنسان والإغاثة في العالم على «التوجه إلى الجنوب وصعدة لتقديم يد العون والمساعدة لضحايا العدوان والمجازر البشعة».
وعلى صعيد الردود الدولية، قال المدير المساعد للإعلام في وزارة الخارجية الفرنسي، رومان نادل، لـ«الأخبار» إن فرنسا مهتمة بـ«وحدة اليمن واستقراره، وقلقة من المجرى العام للعمليات العسكرية في شمال البلاد». وطالب «المتنازعين» باحترام المنظمات الإنسانية الموجودة في المنطقة، وشدد على أن فرنسا «تتمنى وقف القتال» والعودة إلى طاولة الحوار، وصولاً إلى «حل سلمي»، وأكد أن «فرنسا مستعدة على نحو طبيعي لكل مبادرة» تقود نحو حوار يمني وطني.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)