28 قتيلاً وعشرات الجرحى... و«المهاجر» يفجّر نفسه ولا يستسلمغزة ــ قيس صفدي
خاضت قوات أمن «حماس» وحكومتها المقالة مواجهة مسلحة عنيفة لحوالى 12 ساعة مع مقاتلي جماعة «جند أنصار الله» السلفية، قتل فيها 28 فلسطينياً، بينهم زعيم الجماعة الشيخ عبد اللطيف موسى و12 من أتباعه وعدد من أسرته وأقاربه، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وتحصّن عدد من مقاتلي «جند أنصار الله» في مسجد ابن تيمية في مدينة رفح الحدودية مع مصر، وهو المعقل الرئيس للجماعة، بينما تحصّن آخرون في بنايات مرتفعة، وتمكّنوا من النيل من مسلحي «حماس» موقعين في صفوفهم 6 قتلى، أحدهم محمد الشمالي، وهو قائد بارز في «كتائب عز الدين القسام»، وعشرات الجرحى. وقالت مصادر أمنية في حكومة «حماس» إنها اعتقلت نحو مئة من عناصر «جند أنصار الله» وأتباعهم، فيما جرى التحفّظ على الجرحى من مقاتلي الجماعة. وقتل الشيخ موسى ومساعده أبو عبد الله المهاجر، وهو سوري الجنسية، عندما فجّر الأخير حزاماً ناسفاً كان يتزنّر به، لدى اقتراب عناصر شرطة «حماس» منهما.
وأعلنت مصادر في «حماس»، للمرة الأولى، أن المهاجر، واسمه الحقيقي خالد بنات، يحمل الجنسية السورية لكنه فلسطيني الأصل، حضر إلى غزة قبل أكثر من عام. وعلمت «الأخبار» أن المهاجر كان مقرّباً من «كتائب القسام»، ويتبنّى فكر حركة «حماس» المستمد من النهج الوسطي لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه بدا أكثر تشدداً منذ بضعة شهور، وأخذ في استقطاب الشباب من حوله، وبينهم أعضاء سابقون في حركة «حماس».
وبايع المهاجر وعشرات من الشبان المتشددين فكرياً الشيخ موسى، وهو طبيب رفض العمل تحت سلطة «حماس» بعد سيطرتها على غزة في 14 حزيران 2007، ومعروف بين أتباعه بـ«أبو النور المقدسي»، كأمير للجماعة السلفية. وعلمت «الأخبار» من مصادر موثوقة أن موسى استخفّ بمشايخ وقيادات في حركة «حماس» ذهبت بتكليف رسمي لمحاججته قبل بضعة شهور، والطلب منه العودة عن طريق التشدد.
وشيّع فلسطينيون في مدينة رفح، أمس، جثامين القتلى، فيما شهدت آراء الشارع الغزي تبايناً إزاء المواجهة. وقال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، القيادي في «حماس»، إسماعيل هنية إن أجهزة الأمن «اضطرت إلى التحرك ضد ما جرى في رفح من قبل جماعة جند أنصار الله الذين بغوا على الحكومة ووصفوها بالمرتدة وحملوا السلاح ضدها وفجّروا أنفسهم في عناصر الشرطة».
واتهم هنية «جهات (لم يسمّها) باستغلال بعض الشباب لتغذية أفكار غريبة تقوم على التكفير واستحلال الدماء بعد فشل الحصار والحرب على غزة».
لكنّ الجماعة توعّدت بالثأر، وقالت في رسالة نشرت على موقعها الإلكتروني، «والله الذي لا إله إلا هو الذي رفع السموات الطباق بلا عمد، لنثأرنّ لدمائكم ولنرملنّ نساءهم كما رمّلوا نساء مجاهدينا». بيد أن وزير الداخلية في حكومة «حماس» فتحي حماد قلّل من أهمية هذا التهديد، وقال: «إن أجهزة الأمن تحكم سيطرتها على قطاع غزة ولن تتهاون إزاء أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار».
وقال المتحدث باسم «الداخلية» إيهاب الغصين إن أعضاء الجماعة «عبارة عن مجموعة من الأفراد وليسوا تنظيماً، وليس لهم اتصالات خارجية، ويحملون أفكاراً منحرفة ويكفّرون أهل غزة ويقومون بالعديد من عمليات التفجير في الأفراح والمقاهي».
لكنّ «الجماعات السلفية الجهادية بفلسطين» نفت أن يكون «خطاب إعلان الإمارة الإسلامية» قد دعا إلى تكفير «أبناء شعبنا» أو أي حكومات، مشيرة إلى أن «لدى حماس فهماً خاطئاً لما دعا إليه الشيخ موسى»، مستنكرة «تهويل» خطابه ووصف أتباعه بأنهم «جماعات تكفيرية».

وأكد المركز ضرورة وجود تعليمات صارمة وواضحة تنظّم استخدام القوة من قبل المكلّفين بإنفاذ القانون، حتى في ظروف التعامل مع أوضاع خطيرة، وفي مواجهة مسلحين خارجين على القانون، كما هي الحال في رفح، وذلك بما يكفل الحد الأقصى من الحماية للمدنيين.
(الأخبار)