اثنا عشر يوماً استغرقتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» لاختتام مؤتمرها السادس، بعد انتخاب أعضاء المجلس الثوري الـ80، الذين اختير معظمهم من قادة الانتفاضة الأولى
بيت لحم ــ فراس خطيب
اختتم المؤتمر السادس لحركة «فتح» أعماله أخيراً بعد سلسلة من الأزمات والملفات العالقة التي أدت إلى تمديد فعالياته إلى فترة فاقت التوقعات، وأسفرت في نهاية المطاف عن انتخاب هيئات قيادية، معظم أعضائها من الجيل الجديد. وأعلن، أول من أمس، النتائج النهائية لانتخابات المجلس الثوري للحركة، بعد إعلان أسماء الفائزين الـ19 لعضوية اللجنة المركزية الأسبوع الماضي. ويبلغ عدد أعضاء المجلس الثوري 120 عضواً انتخب منهم المؤتمر 80 من أصل 617 مرشحاً، وأعلن فوز 81 مندوباً بعد إضافة عضو منتخب لحصول تعادل في المرتبتين الأخيرتين. أما العدد الباقي أي تسعة وثلاثون، فيستألف من أعضاء اللجنة المركزية، بالإضافة إلى تعيين الباقين الذين أعلن أنه سيكون من بينهم أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهرت النتائج فوز 70 عضواً جديداً من أصل الأعضاء الـ81، غالبيتهم من الوجوه التي كانت فاعلة على الساحة الفلسطينية أثناء الانتفاضة الأولى وما بعدها، وبينهم خالد أبو أصبع وحاتم عبد القادر وزياد أبو عين وصبري صيدم وسفيان أبو زايدة.
وأشار مصدر مسؤول في حركة «فتح»، لـ«الأخبار»، إلى أنّ غالبية الذين تمّ انتخابهم كانوا «من قادة الانتفاضة الأولى»،

عبّاس يدعو إلى انعقاد المجلس الوطني لانتخاب أعضاء في اللجنة التنفيذيّة
مضيفاً «نستطيع القول إن هذا التيار الوطني هو المسيطر». وفي ردٍ على سؤال عما إذا كان الفائزون سيكونون من الداعمين للرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال المصدر: «لقد كرّس المؤتمر عباس قيادياً في الحركة ديموقراطياً لا بالتعيين، ولكن نحن لا نعرف اليوم ما إذا تمّ تكريس سياسة عباس. وبرأيي هذا يحتاج وقتاً من أجل الحكم عليه».
وخلافاً للجنة المركزية التي لم تتضمن تمثيلاً نسائياً، أسفرت نتائج الثوري عن فوز 11 امرأة، وحصلت العضو آمنة جبرين على أكبر عدد من الأصوات بـ1126 صوتاً.
ويعدّ المجلس الثوري الجسم الثاني من حيث الأهمية في «فتح»، وبمثابة برلمان الحركة، كما وصفه أحد أعضاء المؤتمر، مضيفاً أنه «يشرف على عمل الرقابة ويتخذ الكثير من القرارات الهامة والمفصلية، وليس صدفة أن يكون هذا الكم الهائل من المرشحين».
وفي كلمة مقتضبة اختتامية للمؤتمر، قال عباس «هذه تعدّ انطلاقة جديدة لفتح من خلال انتخاب أكثر من سبعين عضواً جديداً إلى المجلس الثوري». ودعا الأعضاء الجدد إلى «العمل والاستعداد للمرحلة المقبلة» لأن «المستقبل مليء بالمهمات». وشدد على أن «اللجنة المركزية والمجلس الثوري سيركزان على الوضع الفتحاوي». وأضاف «يجب أن يشارك الجميع بنهضة فتح القادمة. لا ننام على حرير. فتح بحاجة الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى هذه الوجوه الشابة ونعوّل عليها لتقود الحركة مستقبلاً».
وفي إشارة إلى حالة الانقسام التي تسود بين الفلسطينيين، دعا عباس لكي يكون «الحوار أساساً للخروج من حالة الانقسام». وقال «إننا سنعمل رغم التصرفات الاستفزازية من قبل حماس على مواصلة الحوار وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مطلع العام المقبل»، معلناً أنه سيدعو خلال أيامٍ لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، الذي يعدّ بمثابة برلمان منظمة التحرير ويضم أكثر من 500 عضو، بهدف «تنشيط ودفع دور منظمة التحرير الفلسطينية واللجنة التنفيذية وهي قيادة المنظمة إلى الأمام لأنها قيادة كل الشعب الفلسطيني»، في إشارة فسّرها المحلّلون على وجود رغبة لدى عباس لانتخاب عدد من الأعضاء الجدد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدل الذين توفوا خلال السنوات الماضية.
وتطرق عباس إلى إسرائيل، قائلاً «نحن جاهزون للحوار والمفاوضات مع إسرائيل في الوقت الذي تتوقف فيه النشاطات الاستيطانية».
في غضون ذلك، عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعاً أول من أمس برئاسة عباس، ومشاركة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، ورأت أنّ مؤتمر «فتح» السادس كان «إنجازاً كبيراً».
وأشارت اللجنة إلى أن «الخيار الوحيد المفتوح أمام نجاح الحوار الوطني يتمثل في إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ولعضوية المجلس الوطني الفلسطيني في موعدها المحدد في مطلع العام المقبل». ورأت أن «حماس لا تريد الانتخابات لأنها تعرف أنها سوف تخسرها لا محالة بسبب أفعالها المدمرة والظلامية التي اختبرها الشعب».
وأضاف البيان أن اللجنة التنفيذية «تدرس بجدية كاملة الدعوة إلى انعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في القدس وجميع أرجاء الوطن».