strong>شارك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني في حفل تنصيب الرئيس الجديد للسلطة القضائية صادق لاريجاني، فيما صعّدت السلطات من حملتها على مهدي كروبي

في أول لقاء مباشر بينهما، منذ اندلاع الاضطرابات في البلاد على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، جمع رئيس السلطة القضائية الجديد صادق لاريجاني، في مراسم تنصيبه، كلاً من رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين.
وأعرب رفسنجاني عن تقديره للجهود التي بذلها هاشمي شاهرودي خلال تولّيه رئاسة السلطة القضائية، وأكد أهمية الأمن القضائي وضرورة أن يشعر المجتمع به. ورأى أنه إذا فقد الأمن القضائي في المجتمع «فهذا يعني أن الإنسان يأكل طعاماً جيّداً لكنه يحتوي على شوائب زجاجية». وشدد على وجوب ألا ينتاب أحداً اليأس. كذلك أعرب للاريجاني عن تمنياته بالنجاح في تولّيه رئاسة السلطة القضائية.
من جهته، تحدث نجاد في كلمته عن العدالة. ورأى أنها «تمثّل فلسفة تأليف الحكومة الإسلامية. فالعدالة تحيي الإنسانية وتمثّل نقطة كمال الإنسان». ورأى أنه «من دون تطبيق العدالة، فإن الاستقرار لن يستتب».
بدوره، أكد صادق لاريجاني «أنه لا ينبغي أن يتجرّأ أحد ويعطي لنفسه الحق في أن يحكم خلافاً للقانون وينتهك حقوق المواطنين ويسلب أمنهم، وليعلم مثل هؤلاء الأشخاص أنهم سيستدعون إلى محكمة العدالة عاجلاً أو آجلاً، وسيؤخذ منهم حق المظلومين».
أما رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، فرأى أن «الجهاز القضائي لا يتخذ قراراته في الفراغ، وينبغي القول إن حركة القضاء تجري دائماً في أجواء سياسية». وأضاف «في الظروف الراهنة، فإننا نواجه ممارسات سياسية سيّئة ومتطرفة، ونرى أحياناً أن بعض الموالين يتلاعبون بسمعة النظام والثورة، وفي بعض الأحيان فإن بعض الأحاديث تعدّ انتهاكاً لحقوق الأشخاص، وكلتا هاتين القضيتين أمران مهمّان».
في غضون ذلك، دعا رجل الدين الإيراني المتشدد، أحمد خاتمي، أمس، إلى جلد المرشح الرئاسي الخاسر مهدي كروبي بسبب ادّعاءاته المثيرة للجدل بشأن تعرّض عدد من الذين اعتقلوا للاغتصاب والتعذيب في السجن.
ونقلت صحيفة «كيهان» عن خاتمي قوله «طبقاً للتعاليم الإسلامية، إذا اتهم شخص ما آخرين بارتكاب جرائم جنسية ولم يتمكن من إثبات ذلك، فيجب جلده 80 جلدة». وأضاف «والآن اتهم السيد كروبي النظام، وقد رفض اثنان من أجهزة النظام اتهاماته».
وفي السياق، حظر القضاء الإيراني، أمس، صدور صحيفة «اعتماد ملي» التابعة لكروبي، بعدما أوردت اتهاماته. وقال حسين، أحد أبناء كروبي، على الموقع الإلكتروني لحزبه، «حضر ممثّل عن النيابة العامة، الليل الماضي (مساء الأحد)، إلى مطبعة اعتماد ملي، وأمر بتعليق الصحيفة موقتاً»، من دون أن تحدد مدة التعليق. ورأى أن هذا القرار اتخذ بعد «رد (كروبي) على الإهانات التي وجّهت إليه»، وتمسّكه باتهاماته. إلّا أن مدعي طهران بالوكالة سعيد مرتضوي أشار إلى أن الصحيفة لم تحظر، بل هي لم توزع بسبب «مشاكل فنية».
وفي ما يتعلق بالمحاضرة الفرنسية كلوتيلد ريس، التي أفرجت السلطات القضائية عنها بشرط عدم مغادرتها البلاد إلى حين انتهاء محاكمتها وبكفالة بلغت 300 ألف دولار، فقد أعلن الناطق باسم الحكومة الفرنسية، لوك شاتيل، أمس، أن الرئيس الفرنس نيكولا ساركوزي «لا يزال يعمل على التوصل إلى الإفراج الكامل عن الفرنسية كلوتيلد ريس في أقرب وقت».
(مهر، ارنا، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)