تكتسب الصفقة التي توصّلت إليها واشنطن مع المصرف السويسري «UBS» في شأن حسابات أميركيّة محميّة في البلد الأوروبي، طابعاً رسمياً خلال الأسبوع الجاري، وستكشف في إطارها برن عن أسماء حوالى 5 آلاف عميل ثري من الولايات المتّحدة يُشتبه في أنّهم استغلّوا المصرف العملاق للتهرّب من الضرائب في بلدهم.ومن المعروف أنّ النظام المصرفي اللبناني يتميّز بسريّته المصرفيّة أيضاً، وهو سيتأثّر شأنه شأن زملائه في هذه «الصناعة»، وخصوصاً أنّ المراقبين يرون أنّ القضيّة المطروحة ستترك أصداءً واسعة عبر قطاع المعاملات المصرفية الخارجية (Offshore).
ونقلت وكالة «United Press International» عن مصدر قانوني أميركي مطّلع، قوله إنّّ من المقرر أن تعلن الحكومتان السويسرية والأميركية بصفة مشتركة الاتفاق اليوم. ومن المفترض أن تُنهي هذه الصفقة التي توصّل إليها الطرفان منذ نحو 10 أيّام، نزاعاً قانونياً طويلاً بين المفاوضين بشأن الحصول على أسماء عملاء البنك الأميركيّين، بحسب الوكالة نفسها.
وهذه القضيّة تمسّ جوهر النظام المصرفي السويسري، وقد أثيرت مثل شبيهاتها في باقي بلدان الجنّات الضريبيّة بعد انفجار الأزمة الماليّة العالميّة في أيلول من العام الماضي، وبروز الحاجة إلى تطوير أساليب الشفافيّة، والكشف عن البيانات وأسماء المودعين. وغداة قمّة مجموعة الدول العشرين ذات الاقتصادات الكبرى أصدرت منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لائحة تضمّ الممارسات المصرفيّة «غير المقبولة» لبعض بلدان السريّة المصرفيّة. لائحة أعربت جميع البلدان المعنيّة، وعلى رأسها سويسرا عن امتعاضها منها.
والقضيّة القائمة سبّبت توتّر العلاقات بين واشنطن وبرن بسبب الأساليب التي اعتمدها المحقّقون الماليّون الأميركيّون للوصول إلى فكّ عقدة التهرّب الضريبي الأميركي عبر سويسرا.
(الأخبار)