عشية الانتخابات الرئاسية والمحلية المرتقبة في أفغانستان يوم غد الخميس، التي دعت «طالبان» إلى مقاطعتها، أمطرت الحركة الإسلامية القصر الرئاسي ومقر قيادة الشرطة في العاصمة كابول أمس بالصواريخ. في هذا الوقت، قُتل جنديان أميركيان وعدد من جنود «إيساف» وموظفان أفغانيان يعملان في أحد مراكز الأمم المتحدة، في هجمات تبناها مقاتلو “طالبان”. وجدّد متمردو “طالبان” أمس تهديداتهم ضد الانتخابات الرئاسية والمحلية الأفغانية، متوعدين بمهاجمة مكاتب التصويت. وأعلنت حركة “طالبان”، في بيان، أنّ “الإمارة الإسلامية تبلغ مرة جديدة مواطنيها أنّ عليهم جميعاً الامتناع عن المشاركة في هذه العملية الخادعة التي ينظمها الأميركيون، بل ينبغي على العكس مقاطعتها”. وأضاف البيان أنّ “على جميع المجاهدين أن يشنوا عملياتهم على العدو وفق البرنامج الذي حُدد لهم، لإفشال هذه المؤامرة التي يدبرها أعداء الإسلام ضد البلد».
وفي سياق أعمال العنف التي تعهدت «طالبان» تنفيذها لعرقلة الانتخابات، فجّر انتحاري سيارته المفخخة في قافلة مؤن تابعة للقوات الدولية على الطريق بين كابول وجلال آباد (شرق).
وأعلنت المتحدثة باسم قوة “إيساف”، التابعة لحلف شمالي الأطلسي، مقتل وجرح العديد من جنودها في الاعتداء الانتحاري الذي سقط خلاله 8 قتلى مدنيين في كابول. وقالت المتحدثة إن «عدداً من جنود إيساف قُتلوا وجرح عديدون» من دون أن تحدد الأرقام. كذلك قضى موظفان أفغانيان يعملان في مركز تابع للأمم المتحدة، وجُرح أكثر من خمسين شخصاً.
وفي شرق أفغانستان قُتل جنديان أميركيان من قوات «إيساف» في انفجار قنبلة يدوية الصنع. كذلك اقتحم انتحاري نقطة تفتيش للجيش الأفغاني، ما أدى إلى سقوط 3 جنود أفغان ومدنيين في ولاية أرزوغان جنوب البلاد.
كذلك، أعلنت الشرطة الأفغانية سقوط صواريخ على القصر الرئاسي ومقر قيادة الشرطة في كابول من دون أن توقع ضحايا. وقد تبنى هذه الهجمات المتحدث باسم “طالبان” ذبيح الله مجاهد.
في المقابل، أعلنت القوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان “إيساف” أمس أنها ستعلق كل عملياتها العسكرية ضد المتمردين الإسلاميين يوم الانتخابات لتركز على حماية الناخبين المهددين من “طالبان”.
وفي السياق، ذكرت صحيفة “سكوتسمان” الاسكتلندية، أمس، أنّ المجتمع الدولي دفع رشى لقادة حركة “طالبان” لوقف هجماتهم خلال فترة انتخابات الرئاسة في أفغانستان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية غربية قولها “إنّ أموال الرشى دُفعت لمقاتلي طالبان على أمل أن تمهّد الأسس المطلوبة لفتح مفاوضات مع قادة الحركة لإقامة سلام دائم».
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس بأنّ تحقيقاً أجرته توصّل إلى أدلة على حصول عمليات تزوير وفساد في انتخابات الرئاسة المقررة في أفغانستان غداً. وقالت إنّ الآلاف من بطاقات الاقتراع تُعرض للبيع وآلاف الدولارات تُقَدَّم رشى لشراء أصوات الناخبين مع انتهاء حملات انتخابات الرئاسةً.
إلى ذلك، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أنّ الامتناع عن المشاركة والتزوير وترهيب المواطنين كلها عوامل تهدد الانتخابات الرئاسية والمحلية في أفغانستان.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)