أجرى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس محادثات مع نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، تناولت محادثات السلام في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني
بدأ الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، زيارة تستغرق يومين لروسيا، تخللها لقاء بالرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، الذي وصف ضيفه الإسرائيلي بأنه «أحد سياسيي العالم الأكثر حنكة». ومثّل الموضوع النووي الإيراني والسلام في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين الدولتين محور الاجتماع غير الرسمي الذي عقد في مقر الإقامة الصيفي للرئيس الروسي في سوتشي على البحر الأسود.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب الاجتماع، قال الرئيس الإسرائيلي إنه «لا يستبعد تفجّر الوضع في الشرق الأوسط»، لكنه أعرب عن ثقته بقدرة روسيا على الحيلولة دون حدوث ذلك.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن بيريز قوله: «كلي أمل وأنا واثق بأن روسيا ستبذل كل جهودها للحؤول دون حدوث تفجيرات محتملة للوضع في منطقتنا». وأضاف: «لدي شعور بأننا فتحنا فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية»، داعياً في الوقت ذاته إلى تكثيف التعاون في مجال التكنولوجيا البيولوجية والزراعة.
من جهةٍ ثانية، قال بيريز إن «إسرائيل لا تهدد إيران، وترى أنه يتوافر إمكان التقليل من خطر زعزعة الوضع في الشرق الأوسط»، ما استدعى توضيحاً من ناطقة باسم الوفد الإسرائيلي قالت إن بيريز كان يقصد التقليل من خطر «تحول إيران إلى دولة نووية».
بدوره، قال مدفيديف إن «إسرائيل تسعى حقاً إلى إقامة علاقات سلام مع جيرانها». إلاّ أنه أكد أن تحقيق هذه الأهداف في الشرق الأوسط «يتطلب عملاً كبيراً جداً». ورأى أنّ «من الضروري التخلي عن سيناريوات المواجهة، والتحدث بلهجة هادئة. ومن الضروري التخلي عن الإجراءات الأحادية الجانب، وأقصد بهذا كل أطراف النزاع». ووعد بأن تساعد روسيا، بصفتها أحد المشاركين في اللجنة الرباعية الخاصة بالتسوية في الشرق الأوسط، «على تقريب هذه الأهداف». وعن المؤتمر بشأن الشرق الأوسط الذي سبق أن عرضت موسكو عقده وهددت إسرائيل بمقاطعته في حال حضور ممثلين عن «حزب الله» و«حماس»، قال مدفيديف: «إن روسيا لا تعلق آمالاً كبيرة على مؤتمر موسكو بشأن الشرق الأوسط». وأضاف: «إننا لا نبالغ في تقويم أهمية المؤتمرات على اختلاف أنواعها، ومع ذلك نراها مفيدة للتفاوض الذي من الضروري تنشيطه».
وفي سياقٍ آخر، أصدر الرئيسان بياناً مشتركاً قالا فيه إن محاولات نفي الهولوكوست تمثّل إهانة مباشرة لكل ضحايا الحرب العالمية الثانية ولكل من كافح الفاشية. وعبّرا عن استيائهما «الشديد من محاولات إنكار المساهمة العظيمة التي قدمها الشعب الروسي وغيره من شعوب الاتحاد السوفياتي في النصر على ألمانيا النازية، وكذلك محاولات إنكار المحرقة النازية لليهود الأوروبيين»، وذلك وسط جدل تاريخي بين روسيا وجاراتها بشأن الدور الروسي في هزيمة النازية، قبيل الذكرى السبعين لاندلاع الحرب العالمية الثانية في الأول من أيلول المقبل.
(يو بي آي، أ ف ب)