يحيى دبوقاستشاطت إسرائيل غضباً، أمس، في أعقاب نشر صحيفة «افتنبلدت» السويدية معطيات تشير إلى قيام الجيش الإسرائيلي بقتل عدد من الشبان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، بهدف المتاجرة بأعضائهم الداخلية، ما دفع سفارة السويد إلى استنكار ما ورد في الصحيفة. وذكرت الصحيفة، التي تعدّ الأوسع انتشاراً في السويد، أن الجيش الإسرائيلي نفّذ عمليات اعتقال ومن ثم قتل لعدد من الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وأعاد الجثث إلى ذويها و«قد سلبت كل الأعضاء الداخلية منها، بهدف المتاجرة بها».
وبحسب تقرير الصحيفة «هناك حاجة إلى الأعضاء البشرية في إسرائيل، حيث تجري عملية متاجرة غير قانونية بالأعضاء، وبمباركة من السلطات، بل وبمشاركة من كبار الأطباء الإسرائيليين»، مشيرة إلى أن «شباناً فلسطينيين خطفوا وأعيدوا لاحقاً بعد عمليات تنكيل بجثثهم، وقد حان الوقت لتسليط الضوء على هذا النشاط الفظيع، الذي يجري في المناطق المحتلة منذ بدء الانتفاضة».
وأثارت معطيات التقرير حفيظة المسؤولين الإسرائيليين، إذ أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن استنكاره للتقرير. وشدد على أن «التحقيق المزعوم هو استمرار طبيعي لبروتوكولات حكماء صهيون، ولكل أنواع فريات الدم الأخرى في التاريخ. وإذا قرأ رجال هذه الصحيفة (السويدية) الصحف النازية، فسوف يحصلون على أفكار لتحقيقات ذات صدقية مشابهة».
من جهته، قال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية، يغئال بلمور، إن «مجرد نشر التقرير هو وصمة عار على الصحافة السويدية، إذ لا مكان في دولة ديموقراطية لافتراء ظلامي من هذا النوع، الذي يسيء إلى الديموقراطية السويدية وإلى كل المنظومة الإعلامية في السويد». بدوره، أشار مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية إلى أن «سفارة إسرائيل في ستوكهولم ستنقل رسالة حادة إلى السلطات السويدية وإلى الصحيفة نفسها، تشير فيها إلى أنها تنظر بخطورة إلى المسألة».
وفي أعقاب الحملة الإسرائيلية، استنكرت سفيرة السويد في إسرائيل، اليزابيت بونيار، ما ورد في تحقيق الصحيفة، مشيرة إلى أن «السويد لا يمكنها إلا أن ترفض هذا الكلام بوضوح، لأنه تقرير مثير للصدمة والرعب»، مضيفة «إننا شركاء في الدهشة التي عبّر عنها ممثّلو الحكومة الإسرائيلية ووسائل الإعلام والجمهور الإسرائيليين، والسفارة لا يمكنها إلا أن تستنكر هذا العمل بوضوح».