وعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، بسحق المتمردين الحوثيين، بينما يواصل الجيش عملياته في شمال البلاد لليوم التاسع على التوالي. وقال صالح، في خطاب في الأكاديمية العسكرية في صنعاء، إن عناصر «القوات المسلحة في محور صعدة يواصلون عملهم البطولي، ونحن مصممون على القضاء على هذه الفئة وصادقون في ما نقول، وسنجتث هذا السرطان الموجود في محافظة صعدة»، في إشارة إلى تمرد أنصار عبد الملك الحوثي.وأضاف صالح «لقد أجبرونا على القوة، وسنشتري العتاد لضربهم أينما وجدوا، وبكل الوسائل، وسنستمر في ضربهم». وتابع «الآن هم يجبروننا على بناء المتاريس والتحصينات بدلاً عن المدارس، مكره أخاك لا بطلا، ونحن مصممون على اجتثاث شرور فتنتهم من الأرض وضربهم في أوكارهم وأينما وجدوا».
بدوره، توجّه نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون التدريب والمنشآت التعليمية، اللواء ركنعلي سعيد عبيد، إلى الحوثيين بالقول «إن القوات المسلحة والأمن ستضرب بقوة وتتصدى بحزم لكل دعاة الشر من الواهمين بعودة الأئمة والتشطير وزعزعة الأمن...». وأضاف «كما نذكرهم بأن زمنهم وزمن سيادهم قد ولى إلى غير رجعة، وأن الأصل في جميع الأديان والكتب السماوية والعلاقات الإنسانية، يؤكد أن الوحدة قوة وعظمة. وعلى العكس من ذلك تماماً فإن التفرق ضعف ووهن، وما يمارسه اليوم عناصر الفتنة في بعض المناطق من محافظة صعدة الأبية يعتبر بكل المعايير والمقاييس مخالفاً لكتاب رسوله وتعاليمه».
ميدانياً، واصل الجيش أمس عملية «الأرض المحروقة» في محافظتي صعدة وعمران شمال صنعاء. وأكد الناطق الرسمي لمكتب الحوثي، محمد عبد السلام، لموقع «المنبر الإخباري اليمني»، أن مديرية الملاحيط سقطت بالكامل في أيدي أنصارهم، وهو ما اعتبره «سيطرة كاملة على جميع المواقع العسكرية وما تحتويه من منصات إطلاق صواريخ وأعداد ضخمة من الذخائر الصاروخية، إضافةً إلى أسلحة ثقيلة وخفيفة وعربات».
كذلك أكد عبد السلام أن الحوثيين استطاعوا صد هجوم كاسح قام به الجيش في مديرية سفيان، بعدما غادر صالح المنطقة التي زارها في وقت سابق أول من أمس. وقال «استطاع المجاهدون صد هجوم الجيش المدعوم بغطاء جوي وصاروخي كثيف ولقّنوهم درساً قاسياً لن ينسوه أبداً».
ونقل الموقع أنباء عن تعرض مناطق عديدة في صعدة للقصف بقنابل فوسفورية إسرائيلية وقنابل عنقودية. كما تحدث شهود عيان أنهم رأوا طائرات غريبة تحمل شعار سلاح الجو الأميركي تقصف جبال وقرى مران، إضافة إلى رصدهم طائرات آتية من جهة البحر الأحمر من فوق مدينة ميدي، وهو ما اعتبره قائد حوثي، رفض ذكر اسمه، أنها طائرات تابعة لسلاح الجو السعودي.
في غضون ذلك، أعربت السفارة الأميركية بصنعاء، أمس، عن قلقها لتجدد القتال في محافظتي صعدة وعمران بين القوات الحكومية وأنصار الحوثي. وقال متحدث رسمي باسم السفارة لموقع «حزب الاصلاح المعارض»، «نأمل عودة الطرفين إلى وقف إطلاق النار والتزام الجانبين مسؤولية حماية المدنيين والنازحين».
وأدت المواجهات العنيفة التي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة إلى نزوح الآلاف من المتضررين من الحرب من مناطق المواجهات. ووفقاً لرئيس المجلس الأعلى لأحزاب المعارضة اليمنية ممثلة في «اللقاء المشترك» حسن زيد، فإن عدد النازحين جراء الحرب قد تجاوز ربع مليون نازح، فيما ذكرت المنظمات الإنسانية أن الرقم لا يتجاوز مئتي ألف.

(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)