مهدي السيّدواصل وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، إطلاق مواقفه المتشائمة حيال مستقبل «العملية السلمية»، مستبعداً إمكان التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين في الأعوام الستة عشر المقبلة، وواصفاً المسعى الأميركي الهادف إلى إبرام اتفاق سلام خلال عامين بأنه «غير واقعي». ودعا ليبرمان، في حديث مع مراسلي وسائل الإعلام العبرية في وزارة الخارجية في القدس المحتلة، إلى عدم الشعور بالحاجة إلى «اختراع الدولاب والإتيان بحلول غير قابلة للتطبيق»، مذكّراً بأنه «لم يتحقق السلام خلال 16 عاماً (منذ اتفاقيات أوسلو)، رغم أننا أعطينا كل شيء، وأنا أراهن على أنه لن يكون هناك سلام بعد 16 عاماً، وبالتأكيد لا على قاعدة دولتين لشعبين».
ورأى رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية أن ما ينبغي العمل عليه هو تحسين الوضع الأمني والاقتصادي في المناطق الفلسطينية، لا «إيجاد أوهام، فالرغبة في تحقيق حلم الرئيس الأميركي (باراك أوباما)، أي اتفاق شامل مع دولة فلسطينية خلال عامين، هو هدف غير واقعي»، لأنّ حلّ الدولتين «لن يؤدي إلى نهاية الصراع، بل إلى نقله إلى داخل حدود عام 1967». وأشار إلى استحالة جسر الفجوات مع الفلسطينيين في قضايا القدس واللاجئين والحدود، «وخصوصاً في ضوء القرارات الأخيرة لمؤتمر حركة فتح».
ورغم مواقفه المتحفّظة، أوضح ليبرمان أنه لن يكون عقبة أمام المحاولات التي يبذلها أوباما، ولا سيما أنه «لا بديل من العلاقات مع الولايات المتحدة». كذلك أعرب عن استعداده منح حكومة بنيامين نتنياهو «وكل من يعتقدون أن بإمكانهم التوصل إلى حل سياسي، فرصة»، متعهداً بعدم وضع «خطوط حمراء» أمام حكومته، بل سيتيح لها أن تثبت «أنني على خطأ».
وبشأن الحديث عن احتمال حصول سلام مع سوريا، رأى أن هضبة الجولان التي «تبلغ مساحتها 1200 كيلومتر مربع وفيها 20 ألف درزي، لا تمثّل في الحقيقة شيئاً جوهرياً بالنسبة إلى سوريا»، مذكّراً بأنّ بقاء لواء الإسكندرون تحت السيطرة التركية «لم يمثّل عقبة أمام تطور العلاقات بين دمشق وأنقرة».
وخلص ليبرمان إلى اعتبار أنّ المشكلة تكمن في أن الرئيس بشار الأسد «يقول علناً إنه لن يوقف العلاقات مع إيران، ولن يغلق مكاتب حماس والجهاد الإسلامي»، كاشفاً أنّ ما هو مستعد للقيام به مع السوريين، هو «السلام في مقابل السلام».