غزة ــ قيس صفديبات «الزي المدرسي لطالبات غزة» جزءاً من مادة المناكفة بين الحكومتين الفلسطينيتين في غزة والضفة الغربية، فيما مليون ونصف مليون فلسطيني يقاسون مرارة العيش في ظل الحصار للعام الثالث. ورفضت الحكومة، التي تديرها حركة «حماس» في غزة، «سياسة التهويل» غير البريئة التي تنتهجها جهات ووسائل إعلامية إزاء كل ما يدور في غزة بغرض «المساس بالصورة العامة».
وأعربت وزارة الإعلام في الحكومة عن غضبها من التركيز على قضية فرض الحجاب على الطالبات في غزة وتجاهل إبراز قضايا أكثر أهمية بالنسبة إلى المواطن الفلسطيني مثل «آثار الحصار وانقطاع الكهرباء وغيرها من الموضوعات التي تحتاج إلى إبراز وتوضيح للرأي العام العالمي».
وهاجمت وزارة الإعلام، في بيان صحافي، تقريراً لمكتب وكالة «فرانس برس» في غزة عن فرض الحجاب على الطالبات، ووصفته بأنه «تحريضي ومسيَّس». وقالت «إن التقرير جاء سطحيّاً وفاقداً للشفافية الإعلامية والموضوعية المطلوبة وفيه انتقائية في ورود بعض المعلومات وبعض التصريحات، من دون الاعتماد على جهات الاختصاص العُليا صاحبة القرار الفصل والنهائي في مجمل العملية التعليمية».

فرض زي معين هو اجتهاد إداري من بعض المناطق التعليمية ومن بعض مديري المدارس
وجددت التذكير بقرار الحكومة بشأن مراعاة الوضع الاقتصادي للمجتمع في عدم التقيد بالزي المدرسي، مشددةً على أن «المجتمع الفلسطيني في غالبيته الساحقة هو مسلم ملتزم ومحافظ، وأن طالباته تتوجه للالتزام بالزي المحتشم طواعية من دون إجبار».
ولفتت وزارة الإعلام إلى أن «ما يدور حول فرض زي معين هو اجتهاد إداري من بعض المناطق التعليمية ومن بعض مديري المدارس»، مشيرة إلى معالجة وزارة التربية والتعليم هذا الأمر بحكمة.
بدورها، رأت وزارة التربية والتعليم العالي في حكومة الضفة الغربية أن فرض زي محدد على طالبات غزة «انتهاك للحقوق والحريات الشخصية والعامة التي كفلتها المواثيق الدولية، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الانسان وإعلان حقوق الطفل والقانون الأساسي الفلسطيني».
ودعا وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في الضفة الغربية، محمد أبو زيد، إلى «إبعاد المدارس والمؤسسات التربوية والجامعات عن التجاذبات السياسية»، وعدم إغراق الطلبة في ما ما وصفه «بالقضايا التي تبعدهم عن تحصيلهم العلمي والأكاديمي». ولفت إلى أن فرض زي محدد على الطالبات «يتنافى مع سياسة الوزارة وقوانينها الخاصة بالزيّ المدرسي، كما يتعارض مع كافة الأسس والمبادئ التربوية والنفسية التي تنادي بعدم تقييد حرية الطالب».
وهاجم أبو زيد سياسة وزارة التربية والتعليم في غزة، معبراً عن رفضه لقرارها بـ«تأنيث المدارس وإخلائها من جميع المدرسين الذكور».