دخلت الجامعة العربية في شبه وساطة بين بغداد ودمشق في محاولة لتهدئة الأزمة الدبلوماسية المستجدة بينهما، فيما لا يزال السفير العراقي موجوداً في العاصمة السورية
حث الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أمس، كلاً من العراق وسوريا على عدم التصعيد بعد الاتهامات التي وجّهتها بغداد إلى دمشق بإيواء عناصر «إرهابية» ونفي عاصمة الأمويين لذلك. ودعا موسى، في بيان وزّعه مكتبه، الطرفين إلى «تكثيف الحوار والاتصالات الهادئة بين العاصمتين الشقيقتين توخّياً لحسن إدارة الأمور وتحقيقاً للتعاون ومنعاً للتصعيد حماية للعلاقات بين البلدين ومصالحهما».
وكشف موسى أنّه أجرى اتصالات مع المسؤولين في دمشق وبغداد «في محاولة للإحاطة بالوضع الناجم عن الاتهامات التي وجهت إلى بعض زعامات حزب البعث العراقي في صدد الانفجارات الإجرامية الأخيرة في بغداد والعمل على معالجة هذا الموضوع».
في هذا الوقت، أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن استغرابه من احتضان دول لـ«إرهابيين وقتلة»، وذلك غداة مطالبة بغداد دمشق بتسليمها قياديين عراقيين، هما سطام فرحان ومحمد يونس الأحمد، متّهمين بالتفجيرات الدامية التي ضربت بغداد يوم الأربعاء الماضي.
وقال المالكي، خلال «مؤتمر الكفاءات والنخب» لعشيرة العكيل، «يبدو أن القوم الذين يعلنون حربهم علينا والذين يحظون بدعم محلي وخارجي، يصرون مع الأسف على سياسة فرق تسد وإشعال الفتنة لأنها المدخل لاستهداف الوحدة والعملية السياسية». وتساءل «لا أدري لماذا استهداف العراق كبلد ولماذا استهداف الإنسان العراقي؟ أليس في العالم بقية رحمة وإنسانية ينظرون من خلالها (لنتائج) التعامل مع الأعداء والأشرار ودعاة القتل والعنف والتهجير؟». وشدّد على خطورة دعم الإرهاب، محذراً من أنّه «مرض سرطاني يرتد على الآخرين».
وكثرت تساؤلات المالكي الذي قال «هل أصبح العالم غابة فيها نفوس يكسر بعضها بعضاً، حتى يصبح الارهابي هو الذي يحظى بالدعم والتأييد والاحتضان؟ ثمّ أي قيم ستسود المجتمعات إذا سادت قيم احترام الارهابيين والمجرمين؟».
في هذه الأثناء، قال السفير العراقي لدى سوريا، علاء الجوادي (الصورة)، إن وزارة الخارجية العراقية أبلغته رسمياً استدعاءه للتشاور وأنه سيغادر دمشق في «الوقت المناسب».
وأمل الجوادي، في مؤتمر صحافي عقده في دمشق في وقت متأخر من ليل أول من أمس، أن تسير الأمور «بخير»، وأن يعود سريعاً إلى دمشق.
(أ ف ب، يو بي آي)