بعد شهرين من إطلاق المفاوضات وتمديدها مرّتين، اقتربت صفقة الاندماج النصفي بين شركة الاتصالات الخلويّة الأكبر في جنوب أفريقيا «MTN» وشركة الاتصالات الهنديّة العملاقة «Bharti Airtel» من الإتمام، حيث أفادت تقارير، أمس، بأنّ الشركة الأخيرة تعرض 13.1 مليار دولار مقابل الاستحواذ على حصّة 49% في الشركة الأولى. غير أنّ الشكوك لا تزال تحوم حول الصفقة بحكم حجمها وعدم إعلانها رسمياً. فقد نقلت صحيفة «Wall Street Journal» عن مصادر مقرّبة من المحادثات قولها إنّ المخاوف حالياً تتمثّل في أن «يُصرّ المساهمون في «MTN» على عرض أفضل» لشراء شركتهم، «وإذا أقنعتهم الإدارة، فسيحصل الاتفاق بحلول منتصف أيلول» المقبل.وعمليّة الاستحواذ هي بالأحرى عمليّة اندماج معقّدة تقودها «Bharti»، حيث ستسيطر «MTN» في الوقت نفسه على حصّة 39% من الشركة الأولى.
وأوضحت المصادر نفسها أنّ «الأمور ستتّضح أكثر خلال الأيّام القليلة المقبلة، وقد يتغيّر الاتفاق (كلياً) في النهاية». وللتفصيل، فإنّ الاتفاق يتعلّق بموافقة 75% من المساهمين على الصفقة المطروحة، وهنا تؤدي شركة «M1» التي تملكها عائلة ميقاتي دوراً مهماً.
فالشركة اللبنانيّة تسيطر على 10% من «MTN»، وهي أعربت في الفترة الأخيرة عن دعمها المبدئي للصفقة، غير أنّ هذا الدعم يمكن أن ينقلب، وخصوصاً أنّ خيار «مؤسّسة الاستثمار العامّة» التي تملكها الحكومة الجنوب الأفريقيّة لم يُحسم بعد. فتلك المؤسّسة تسيطر على 25% من أسهم «MTN»، وهي تمثّل بالدرجة الأولى مصلحة الدولة في هذا القطاع.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصفقة التي اقترضت الشركة الهنديّة لتمويلها 4 مليارات دولار من 8 مصارف، ستؤدّي في حال نجاحها إلى ولادة ثالث أكبر شركة مشغّلة للهاتف الخلوي عالمياً مع أكثر من 200 مليون مشترك، تنافس بالدرجة الأولى «Vodafone».