font color="gray">خاص بالموقعقرّرت إسرائيل الرد على السياسة التي تتبعها إيران في توسيع دائرة حلفائها وتعزيز تعاونها الاقتصادي والعسكري مع دول نامية وبعيدة، ولهذه الغاية سعى وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول أميركا اللاتينية وأفريقيا، انطلاقاً من مبدأ «الرد على الحرب بالحرب». وحددت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الهدف من هذه السياسة هو منع إيران من التسلل إلى هذه الدول والسيطرة عليها.
وكان ليبرمان قد عاد قبل نحو شهر من زيارة مكثفة استغرقت عشرة أيام، رافقه فيها وفد تجاري متنوّع، إلى أربع دول أساسية في أميركا الجنوبية، هي: البرازيل، الأرجنتين، البيرو وكولومبيا. كما أرسل وزير البنى التحتية عوزي لانداو القيادي في حزب «يسرائيل بيتنا»، لزيارة دولتين أخريين في أميركا اللاتينية، هما: الباراغواي والإكوادور. كذلك زار من قبل وزير الأمن الداخلي الذي ينتمي بدوره أيضاً إلى حزب ليبرمان، إسحاق أهارونوفتش، كلاً من كوستاريكا وبناما، فضلاً عن الزيارة التي قام بها نائب وزيرة الخارجية داني أيالون أخيراً إلى هندوراس. ويفترض، وفقاً لما هو مقرر في وزارة الخارجية، أن يكون الهدف التالي لليبرمان هو القيام برحلة إلى خمس دول أساسية في القارة الأفريقية.
ولفتت صحيفة «معاريف» إلى أن هذا النهج يشكل «تكراراً للنهج الذي اتبعته إسرائيل في الخمسينيات وتغييراً للميل القائم في إسرائيل»، وخاصة أنه منذ عشرين سنة لم يقصد وزير إسرائيلي رفيع هاتين القارتين.
وأوضح لانداو أن «مبادرة وزير الخارجية تنبع من أن إسرائيل ليست ناشطة في القارة التي أخذت أهميتها تزداد أكثر فأكثر»، وانطلاقاً من ضرورة «الارتباط بهذه الدول على المستوى السياسي وعلى مستوى فتح قنوات اقتصادية في أماكن كانت حتى اليوم مغلقة». ولفت في هذا السياق، إلى أن فنزويلا وبوليفيا قطعتا علاقاتهما مع إسرائيل في أعقاب العملية العسكرية «رصاص مصهور» في قطاع غزة .
بدوره شرح مدير دائرة أميركا الجنوبية في وزارة الخارجية أليكس بن تسفي سياسة ليبرمان في هذا المجال بالقول «في أميركا اللاتينية بأسرها توجد كتلة هائلة تميل إلى النفوذ الإيراني، الذي يتضمن تحالفات اقتصادية وتعاوناً عسكرياً وهو يولد تبنّياً لمواقف سياسية مناهضة لإسرائيل». وأضاف أن من المهم لإسرائيل «تأييد دول أهملت بعض الشيء في السنوات الأخيرة، ونحن نبذل جهوداً كي نعود إلى هذه الدول». ورأى أن «أحد أهداف هذه الزيارة، فضلاً عن المواضيع الاقتصادية والسياسية، هو التحذير من خطر تسلل إيران إلى هذه الدول». وأكد المضمون نفسه مصدر سياسي بالقول إن «إيران تحاول العثور لنفسها على حلفاء جدد، في أميركا اللاتينية وفي أفريقيا على حدّ سواء. ولهذا السبب، فإنها تتعهد باستثمارات مستقبلية كثيرة.