الوسيط الألماني عرض على «حماس» إطلاق 450 أسيراً مقابل الجندي الأسيرمحمد بدير
استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إمكان التوصل قريباً إلى اتفاق مع حركة «حماس» في شأن الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، في إطار صفقة لتبادل أسرى.
وقال نتنياهو، في افتتاح الاجتماع الأسبوعي للحكومة صباح أمس، «لسنا على وشك إحراز اختراق، لا اليوم ولا غداً، في شأن ملف شاليط». وأوضح «أن المعلومات التي أوردتها أخيراً وسائل الإعلام غير دقيقة، وعلى أي حال فهي مبالغ فيها»
، وجدّد التزامه «بإعادة» شاليط «سالماً معافى في أسرع وقت».
من جهته، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أوروبية «مطّلعة» على الملف قولها إنه «لا يزال هناك الكثير من العمل في الطريق، وإن التقارير المتفائلة التي ترد من الشرق الأوسط مبالغ فيها بعض الشيء». ويبدو أن ما دفع نتنياهو إلى الخروج عن صمته حيال ملف شاليط كان التقرير الذي أوردته مجلة «در شبيغل» على موقعها الإلكتروني السبت، وجاء فيه أن وسطاء ألماناً تلقّوا الضوء الأخضر من إسرائيل ليقترحوا على حركة «حماس» الإفراج عن الجندي شاليط مقابل إفراج الدولة العبرية عن 450 أسيراً فلسطينياً.
وكتبت «در شبيغل» أن «أجهزة الاستخبارات الألمانية تجري منذ بعض الوقت مباحثات مع الحكومة الإسرائيلية وحماس. والهدف منها هو التوصل إلى مبادلة شاليط بمئات المعتقلين الفلسطينيين».
وأوضحت الأسبوعية الألمانية أن الحكومة الإسرائيلية سلّمت الوسيط الألماني قائمة جديدة بـ450 أسيراً فلسطينياً تعرض إطلاق سراحهم في مقابل الأسير الإسرائيلي. وبحسب المجلة، فإن الوسيط الألماني وجّه إنذاراً إلى «حماس» يطلب منها فيه الرد على عرض التسوية، الذي قدّمه إليها في وقت أقصاه مطلع شهر أيلول، أي خلال أيام معدودة.
كما أعربت الحكومة الإسرائيلية عن استعدادها، في حال قبول العرض الإسرائيلي، للإفراج عن دفعة أخرى من الأسرى، تندرج في ما سمته «بادرة إنسانية» لا كجزء من الصفقة، ومن دون تحديد إطار زمني للقيام بذلك.
وذكرت «دير شبيغل» أن هذا العرض حصل على موافقة الحكومة الإسرائيلية، وثمة فرص كبيرة بأن يحصل أيضاً على موافقة «حماس». وأوضحت أن عملية التبادل ستجري على مراحل، وفي المرحلة الأولى تطلق إسرائيل المجموعة الأولى التي تضم الأسرى الـ 450 الذين تشملهم اللائحة، فيما يُنقل شاليط إلى القاهرة. أما في المرحلة الثانية، فيصار إلى إطلاق المجموعة الثانية التي سيتّخذ الإفراج عنها عنوان «البادرة الإنسانية».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن إسرائيل لم تدخل الأوروبيين على خط التفاوض إلا بعدما اطمأنت إلى أن ممارستهم دور الوساطة لن يؤدي إلى فتح حوار سياسي مع حركة «حماس». وأشارت إلى أن مبعث الاطمئنان هو شخصية الوسيط، الذي هو «شخص لا يبحث عن مكاسب، وليس متعاطفاً خصوصاً مع أيّ من الطرفين، بل هو رجل مهني بعثت به المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) لتنفيذ مهمة دبلوماسية حسّاسة».
ولمّحت الصحيفة إلى أن ما دفع إسرائيل إلى طلب الوساطة الألمانية هو شعورها بأن مصر ربطت وساطتها في موضوع شاليط بجملة من المصالح المتعلّقة بها «حيال حماس في الموضوع الفلسطيني الداخلي، وحيال إسرائيل في ما يتعلق بمسيرة التسوية وما شابه». وبحسب الصحيفة، فإنه مع دخول الوسيط الألماني إلى المشهد لم يتغير شيء في «البنية الأصلية للصفقة، إلا أن جملة المصالح السياسية أزيحت جانباً». وردت «يديعوت» كشف الرئيس المصري، حسني مبارك، عن وجود وساطة ألمانية إلى غضبه الناجم من شعوره بالمهانة جراء ذلك.

وقال الرشق لـ«يونايتد برس إنترناشونال» في عمان إن «هذه أنباءٌ غير صحيحة على الإطلاق، ولم يجرِ ترتيب أي لقاء بين الأخ مشعل والوسيط الألماني»، موضحاً أنه كان من المقرّر أن يقوم وفد من حركة «حماس» برئاسة مشعل بزيارة للقاهرة للقاء مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان، إلّا أن الزيارة تأجلت إلى وقت آخر بسبب ظروف وفاة والد مشعل.
وكانت أنباء قد تحدثت في وقت سابق أن مشعل سيتوجّه إلى القاهرة للقاء الوسيط الألماني لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة تبادل الأسرى.