بحث الرئيس السوري بشار الأسد والمنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، أمس، الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام، إضافةً إلى تطورات الأوضاع في العراق والعلاقات الثنائية بين الجانبين.وأكد الأسد، خلال استقباله سولانا، الذي بدأ من سوريا جولة في المنطقة تستمر أربعة أيام وتشمل أيضاً الأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان، أن لسوريا «مصلحة مباشرة» في أمن العراق واستقراره، وشدد على «أهمية تحقيق المصالحة الوطنية لما في ذلك من انعكاسات إيجابية على إرساء الاستقرار والأمن للشعب العراقي»، وذلك في أعقاب الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين إثر تفجيرات الأربعاء الدامية. وشدّد على أن «سوريا تعمل من أجل سلام عادل وشامل على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي 242 و338».
وبعد لقائه الأسد، عقد سولانا مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أكد خلاله أن العلاقات الثنائية بين سوريا والاتحاد الأوروبي تسير بسرعة في الاتجاه الصحيح.
وشدد سولانا على «أنّ لسوريا مكانة مهمة ودوراً كبيراً يمكن أن تؤديه»، موضحاً أن الاتحاد الأوروبي يحاول وضع استراتيجية للسلام والاستقرار في المنطقة. ورداً على سؤال عمّا قاله في محاضرة له في لندن بشأن ضرورة اتخاذ إجراءات لإقامة دولة فلسطينية في حال عدم نجاح المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، أوضح سولانا أن المفاوضات أساسية، لكن يجب «عدم تركها تستمر إلى ما لا نهاية»، و«وضع مقترحات جديدة على الطاولة في حال عدم نجاح المفاوضات في تحقيق الأهداف التي نسعى لأجلها». وتطرّق سولانا أيضاً في مؤتمره إلى الجهود السورية التي بذلت من أجل إطلاق سراح الفرنسية المحتجزة في إيران، كلوتيلد ريس، قائلاً «إن ما قامت به سوريا كان موضع تقدير الشعب والحكومة الفرنسية، وعُبّر عنه للرئيس الأسد»، ما استدعى توضيحاً من المعلم الذي قال «نحن لسنا وسطاء ولم نكن وسطاء»، مضيفاً «نستمع إلى أصدقائنا في الغرب وننقل ما نسمعه إلى الجانب الإيراني، ونستمع إلى أصدقائنا في طهران وننقل وجهة نظرهم إلى الغرب..».
بدوره، عدّ المعلم مطالبة المسؤولين العراقيين بإحالة قضية تفجيرات بغداد إلى محكمة دولية «قراراً وشأناً عراقيَّين»، معرباً عن اعتقاده بأنه يجب على «أي إجراء يتخذه مجلس الأمن أن يشمل جميع الجرائم التي عانى منها الشعب العراقي منذ احتلال أراضيه وكل المجازر الجماعية التي ارتكبت، وخاصة أن البيانات التي تصدر عن الأمن العراقي تشير إلى سقوط نحو مليون ضحية منذ عام 2003». وشدد على أن موقف سوريا واضح بشأن مستقبل العلاقات مع العراق. وقال: «نتطلّع إلى علاقات أخوية وحسن جوار مع العراق والشعب العراقي الشقيق، لكنّ الجميع يعرف من أساء إلى هذه العلاقات ومن يتحمّل مسؤولية تدهورها». وفي ما إذا كانت سوريا قد اطّلعت على خطة الرئيس باراك أوباما لتحقيق السلام وعقد مؤتمر دولي للسلام، قال المعلم: «لم نطّلع على خطة الرئيس أوباما أو أي خطة أخرى...» و«لم أسمع أن أوباما اقترح عقد مؤتمر دولي للسلام». وفي سياق الوساطة التي تقوم بها إيران بين سوريا والعراق، استقبل الأسد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، الذي بدأ زيارة إلى دمشق مساء أمس. وأكد بيان رئاسي سوري «حرص سوريا وإيران على وحدة واستقلال العراق، وإدانتهما للتفجيرات الإرهابية التي تستهدف العراقيين». وأضاف إن الأسد عبّر عن «حرصه على العلاقات السورية العراقية، التي تصبّ حكماً في مصلحة الشعبين».
وأوضح الأسد أن «الحكومة السورية طالبت باستمرار الجانب العراقي بإرسال ما لديه من أدلة على التهم التي وجّهت مراراً إلى سوريا، حرصاً من سوريا على الوقوف على حقيقة الاتهامات، والحفاظ على حياة العراقيين».
(أ ف ب، يو بي آي، سانا)